انتقدت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في مقال رأي للكاتبة رافيت هيشت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، واصفة قراره بشنّ الهجوم الأخير على إيران بأنه مقامرة خطيرة على مستقبل الجبهة الداخلية الإسرائيلية دون حساب سياسي أو عسكري مدروس.
وقالت الصحيفة إن حالة النشوة العسكرية التي عمّت الأوساط السياسية والإعلامية عقب العملية الإسرائيلية ضد منشآت نووية وأهداف عسكرية إيرانية، بدأت تتلاشى سريعًا مع اتضاح حجم التهديدات والآثار السلبية على الداخل الإسرائيلي.
مقامرة بلا غطاء
وتتهم الكاتبة نتنياهو بأنه حول الجبهة الداخلية إلى ورقة تفاوض بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وإيران، من دون أن يوفر لها الغطاء الكافي لا سياسيًا ولا عسكريًا. وتشير إلى أن قرار الهجوم جاء أحاديًا ومتهورًا، ودون مشاورات واسعة داخل الحكومة أو المؤسسة الأمنية.
وأضافت: “من يتغنّون بالعملية العسكرية بدأوا يدركون أن هذه المغامرة لن توقف البرنامج النووي الإيراني ما لم تتدخل واشنطن بشكل مباشر، وهو ما لم يحدث فعليًا.”
ترامب يراقب ويدفع الإسرائيليون الثمن
وترى الكاتبة أن الرئيس الأميركي السابق والعائد المحتمل للبيت الأبيض دونالد ترامب يراقب المشهد من بعيد، مستفيدًا من دور نتنياهو في الضغط على إيران دون أن يدفع الثمن السياسي أو العسكري. واعتبرت أن “نتنياهو أصبح وكيلاً ينفذ المهام الأميركية في الشرق الأوسط، بينما يدفع المواطنون الإسرائيليون ثمن هذه الأدوار”.
كما أشارت إلى أن الجبهة الداخلية تعيش حالة طوارئ حتى نهاية يونيو، حيث تم تمديد العمل بالوضع الخاص في معظم المدن، في ظل الخوف العام من التصعيد الإيراني وردوده العنيفة.
غضب داخلي وصمت إجباري
ويسلط المقال الضوء على احتقان شعبي داخلي بسبب التخبط الحكومي، في ظل استمرار القتال في غزة، حيث تتهم عائلات الأسرى رئيس الوزراء بـ”التضحية بأبنائهم من أجل مصالحه السياسية”.
ورغم هذا الاحتقان، تقول هيشت إن حالة الخوف والقصف تمنع خروج الاحتجاجات إلى الشوارع، في ظل مجتمع مشغول بالبقاء، لا بالمحاسبة.
إيران لن تندفع.. لكن المواجهة مستمرة
ويرجّح المقال أن إيران لن تقدم على “أفعال حمقاء” كاستهداف قواعد أميركية أو رفع أسعار النفط بشكل دراماتيكي، مما قد يجرّ الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة. لكنها، بالمقابل، ستواصل الضغط على إسرائيل في مواجهة قد تطول وتستنزف الجبهة الداخلية أكثر.
وتختم الكاتبة بالقول إن نتنياهو، في ظل هذه المعادلة، يقود إسرائيل نحو مجهول سياسي وأمني خطير، مع فقدان متزايد للثقة الشعبية والمؤسسية في قراراته.