أعلنت رواندا بشكل رسمي تأجيل توقيع اتفاق السلام المرتقب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، وذلك في ظل استمرار الخلافات التفاوضية، وتفاقم التوترات السياسية والعسكرية بين الجانبين.
لا توقيع في منتصف يونيو
قال وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندوهونغيريهي، في منشور على منصة “إكس”، إن التوقيع لن يتم في 15 يونيو كما كان مقررًا، مشيرًا إلى أن التفاوض لا يزال قائمًا، و”لن يُوقّع الاتفاق إلا عندما يُحقق مكاسب متبادلة”.
الوزير أكد أن الموعد السابق كان هدفًا أوليًا تم اقتراحه، لكن تم تأجيله “ليتوافق مع واقع المفاوضات الجارية”.
محادثات برعاية أميركية
تعود جذور المبادرة إلى أبريل 2025، عندما جمعت الولايات المتحدة الطرفين في محادثات هدفت إلى إنهاء النزاع المستمر في شرق الكونغو.
كان من المقرر أن يُوقّع الاتفاق برعاية رسمية من البيت الأبيض، إلا أن الخلافات على بعض البنود الجوهرية أوقفت التقدم.
تسريبات إعلامية تهدد العملية
الوزير الرواندي حذّر من تسريب معلومات غير دقيقة إلى الإعلام، واعتبرها تهديدًا للمفاوضات الجارية، في إشارة إلى محاولات للضغط على الطرف الآخر أو التأثير على الرأي العام.
سياق مشحون: انسحاب رواندي من التكتل الإقليمي
يأتي الإعلان في سياق إقليمي معقّد:
رواندا انسحبت مؤخرًا من الكتلة الاقتصادية لوسط أفريقيا (ECCAS)، متهمة إياها بـ”التحيز للكونغو الديمقراطية”.
يُفاقم هذا الانسحاب عزل رواندا دبلوماسيًا، لكنه يُظهر أيضًا مدى الاستياء من الدور الإقليمي والدولي في النزاع.
خلفية النزاع: صراع مستمر شرق الكونغو
تشهد منطقة شرق الكونغو الديمقراطية صراعات عنيفة منذ سنوات، تشترك فيها قوات حكومية، ومجموعات متمردة، ودول إقليمية.
تتهم كينشاسا جارتها كيغالي بدعم جماعة M23 المتمردة، وهو ما تنفيه رواندا بشدة.
أسفر النزاع عن مئات آلاف القتلى والنازحين، وسط عجز أممي وإقليمي عن تحقيق تسوية حقيقية.