كشفت وكالة رويترز، نقلًا عن مسؤولَين أميركيين، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب رفض خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واعتبر الفكرة خطًا أحمر لا ينبغي تجاوزه في غياب هجوم مباشر على الأميركيين.
“لم يقتلوا أميركيًا بعد”
وفق المصدر الأميركي البارز، قال ترامب:
“هل قتل الإيرانيون أميركياً حتى الآن؟ لا. إلى أن يفعلوا ذلك، لن نتحدث حتى عن استهداف القيادة السياسية.”
هذا التصريح، وإن بدا صادمًا للبعض، يعكس نهج ترامب في تقييد التصعيد العسكري إلى رد فعل مباشر على أفعال معادية لأميركا، دون الانجرار خلف أجندات حلفاء مثل إسرائيل في عمليات ذات طابع استباقي خطير.
نفي إسرائيلي مقابل حقائق ميدانية
في المقابل، حاولت تل أبيب نفي أي نية لاستهداف القيادة الإيرانية. فقد صرح تساحي هنغبي، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أن العمليات العسكرية الحالية لا تهدف إلى اغتيال خامنئي أو أي من كبار قادة النظام الإيراني.
“لا توجد خطة لاغتيال المرشد أو القيادات. هدفنا تقليص قدرة إيران على الإضرار بإسرائيل.”
ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى اغتيال عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين الإيرانيين في غارات إسرائيلية، مما يجعل نفي النوايا موضع تشكيك، لا سيما في ظل تهديدات مباشرة من طهران بالرد.
خامنئي يتوعد: “الكيان الصهيوني سيدفع الثمن”
الرد الإيراني لم يتأخر. ففي خطاب تلفزيوني، توعد خامنئي إسرائيل بـ”عقاب قاسٍ”، مؤكدًا أن القوات المسلحة الإيرانية “ستجعل الكيان الصهيوني في وضع يُرثى له”، وأن “هذه الجريمة لن تمرّ دون رد”.
التصريحات جاءت عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير على عشرات المواقع داخل إيران، والذي يُعد من أوسع العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران حتى الآن.
الخط الفاصل: الحليف لا يجر الحليف للحرب
رفض ترامب اغتيال خامنئي يؤكد على مسألة أساسية في العلاقات الأميركية–الإسرائيلية:
التحالف لا يعني التفويض المطلق.
ورغم أن ترامب اتخذ سابقًا مواقف متشددة ضد إيران (انسحب من الاتفاق النووي، واغتال الجنرال قاسم سليماني عام 2020)، فإن قراره هذه المرة يعكس رغبة في تجنب تفجير مواجهة إقليمية شاملة، خصوصًا في ظل سعي واشنطن حينها لاستئناف مفاوضات نووية.