في أول تصريحات له منذ تصاعد التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده لا تسعى للتوسع أو التسلط، بل إن إسرائيل هي من تحاول فرض هيمنتها على دول المنطقة، من خلال استهدافها المتواصل للمسلمين “واحداً تلو الآخر”، على حد وصفه.
وفي مقابلة نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) صباح اليوم، شدد بزشكيان على أن طهران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، مشيراً إلى أن هذا التوجه نابع من “السياسات الثابتة للقيادة العليا للجمهورية الإسلامية”، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي لطالما وصف الأسلحة النووية بـ”المحرمة شرعاً”.
إيران لم تنسحب من المفاوضات
وفيما يتعلق بالملف النووي، قال بزشكيان إن إيران “لم تكن من ترك المفاوضات”، مؤكداً أن كل ما تطلبه هو “حقها القانوني في تطوير الطاقة النووية السلمية والقيام بالأبحاث التي تصب في مصلحة الشعب الإيراني”. وأضاف: “لا يحق لأي طرف دولي أن يسلب إيران هذا الحق السيادي”.
دعوة للصمود ومهاجمة واشنطن
ودعا بزشكيان الشعب الإيراني إلى “الصبر والثبات في وجه الأزمات المفتعلة التي فرضها الكيان المتوحش”، في إشارة إلى إسرائيل، مؤكداً أن بلاده “صامدة بكل قوة ولا تخشى أحداً”.
كما شنّ هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة، متهماً إياها بـ”ممارسة البلطجة السياسية” و”مخالفة القوانين الدولية عبر دعمها المطلق لإسرائيل”، معتبراً أن هذا الدعم “هو ما يشجع تل أبيب على شن الاعتداءات المتكررة على إيران ودول المنطقة”.
خلفية التوتر العسكري: “الأسد الصاعد”
تصريحات الرئيس الإيراني تأتي في ظل توتر عسكري غير مسبوق، إذ شنت إسرائيل فجر الجمعة الماضية هجوماً واسع النطاق تحت مسمى “الأسد الصاعد”، استهدف منشآت نووية إيرانية وقواعد صاروخية ومواقع للحرس الثوري، إلى جانب اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، وفق مصادر إسرائيلية.
وفي رد سريع، أطلقت إيران سلسلة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة على عمق الأراضي الإسرائيلية. ووفق وزارة الصحة الإسرائيلية، أسفرت هذه الهجمات المتبادلة عن مقتل 14 شخصاً وإصابة أكثر من 345 آخرين، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة في مناطق متعددة من البلاد، من بينها تل أبيب وحيفا وبئر السبع.
تصاعد المخاوف من حرب إقليمية
ويثير هذا التصعيد المتسارع مخاوف متزايدة من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط، خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية وتبادل التهديدات بين الطرفين، وسط جهود وساطة متعثرة تقودها قطر وسلطنة عمان لإعادة التهدئة.
ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى إعادة فتح قنوات الحوار حول الملف النووي الإيراني، أو ما إذا كان الطرفان يتجهان نحو مواجهة شاملة، خصوصاً في ظل استمرار التصريحات المتشددة من الجانبين.