أثارت الغارات الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق التي استهدفت منشآت نووية وعسكرية في إيران فجر الجمعة موجة تنديد دولية، وسط تصاعد القلق من انزلاق المنطقة إلى صراع مفتوح. وبينما سُجلت مواقف حازمة من عدة دول تدين الاعتداء وتدعو للتهدئة، خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بموقف داعم للهجوم، مبررًا إياه بـ”منع إيران من امتلاك قنبلة نووية”.
ترامب: الضربة ضرورية.. وإيران يجب ألا تملك القنبلة
في تصريح لشبكة “فوكس نيوز”، أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أنه كان على علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على إيران، وكرّر موقفه الرافض لامتلاك طهران أي قدرة نووية، قائلاً:
“لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية، ونحن نأمل أن نعود إلى طاولة المفاوضات. سنرى.”
يأتي هذا في ظل حديث عن تأجيل محتمل لجولة المباحثات النووية بين طهران وواشنطن التي كانت مقررة الأحد في مسقط.
الأمم المتحدة: تحذير من التصعيد
عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق من الهجوم، ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.
وجاء في بيان صادر عن مكتبه:
“الأمين العام يندد بأي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط، ويشعر بقلق خاص من الهجمات على منشآت نووية، في وقت تجري فيه محادثات حساسة حول الملف النووي الإيراني.”
مواقف عربية رافضة للهجوم
قطر أدانت بشدة الهجوم الإسرائيلي واعتبرته انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران، داعية إلى ضبط النفس والعودة إلى الحلول الدبلوماسية.
السعودية عبّرت عن “استنكارها الشديد”، مؤكدة أن الاعتداء يمثل مخالفة للقانون الدولي، ودعت مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤوليته.
سلطنة عُمان، التي تتوسط بين طهران وواشنطن، وصفت الهجوم بأنه “تصعيد متهور وخطير”، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ موقف واضح.
لبنان، على لسان رئيس حكومته نواف سلام، وصف الغارات بأنها “عدوان خطير وانتهاك للقانون الدولي”، محذرًا من تأثيراتها على استقرار المنطقة والعالم.
ردود فعل غربية حذرة
بريطانيا، على لسان رئيس وزرائها كير ستارمر، دعت إلى “ضبط النفس والعودة إلى الدبلوماسية”، مشددة على ضرورة تجنب التصعيد.
أستراليا أعربت عن قلقها من تأثير هذه التطورات على الاستقرار في المنطقة، محذّرة من أن التوترات قد تخرج عن السيطرة.
نيوزيلندا رأت أن ما يجري “تطور غير مرحب به”، مشيرة إلى أن مخاطر سوء التقدير العسكري مرتفعة للغاية.
اليابان أكدت مواصلة جهودها الدبلوماسية لتفادي مزيد من التدهور، وأعلنت اتخاذ إجراءات لحماية مواطنيها في المنطقة.
إجماع دولي على التحذير من التصعيد
رغم اختلاف اللهجات بين من ندد صراحة ومن دعا إلى التهدئة، فإن الإجماع الدولي كان واضحًا في التحذير من خطورة الانزلاق إلى صراع مفتوح قد يتجاوز حدود إيران وإسرائيل، ويشعل حريقًا واسع النطاق في الشرق الأوسط.
وجاءت معظم المواقف داعية إلى إفساح المجال أمام الحلول الدبلوماسية، وعدم تقويض المحادثات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في وقت لا تزال فيه أصداء الغارات تتردد سياسيًا وعسكريًا، يبدو أن المنطقة تقف على حافة مواجهة غير مسبوقة. وإذا لم تُتخذ خطوات دولية فاعلة وسريعة لكبح جماح التصعيد، فإن تداعيات الضربة الإسرائيلية على إيران قد تتجاوز حدود المنطقة، لتضع الأمن والسلم الدوليين على المحك.