شهدت إيران فجر اليوم الجمعة سلسلة غارات جوية عنيفة نفذتها إسرائيل، استهدفت مواقع نووية وعسكرية، إضافة إلى منشآت مدنية وسكنية، في تطور خطير يؤشر إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة.
هجمات ليلية تهز طهران وكرمانشاه وتبريز
استفاق الإيرانيون على دوي انفجارات ضخمة هزّت العاصمة طهران ومناطق أخرى، أبرزها كرمانشاه وتبريز، حيث وثّق مواطنون بعدسات هواتفهم اشتعال النيران وتصاعد الدخان الكثيف من عدة مناطق، خاصة حول منشآت حيوية مثل منشأة نطنز النووية.
وانتشرت مقاطع الفيديو والصور بسرعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت لقطات مباشرة انفجارات متتالية في الأحياء الجنوبية من طهران، بينما توثّق مقاطع أخرى حرائق مشتعلة في منشآت صناعية وسكنية، في مشهد يعكس حجم الدمار.
وأشارت مصادر محلية إلى أن بعض الضربات أصابت مباني سكنية مأهولة، ما أثار مخاوف من سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. كما أكدت مصادر أن مدينة تبريز شهدت أيضًا هجمات مماثلة طالت أهدافًا عسكرية.
إسرائيل: “هجوم وقائي”.. وحالة طوارئ معلنة
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن تنفيذ “هجوم وقائي واسع” على أهداف في العمق الإيراني، مشيرًا إلى أن الغارات استهدفت مواقع تشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل، على حد تعبيره. وفرضت إسرائيل حالة الطوارئ بشكل فوري، وأغلقت مجالها الجوي، بما في ذلك مطار بن غوريون في تل أبيب حتى إشعار آخر.
وقال كاتس:
“نتوقع أن تتعرض إسرائيل لهجمات صاروخية وهجمات بطائرات مسيرة خلال الساعات أو الأيام القليلة القادمة، ونعمل على حماية الجبهة الداخلية بكل الوسائل”.
ردود فعل دولية وتحذيرات أميركية
من جانبها، دعت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها في إسرائيل والمنطقة إلى توخي الحذر الشديد، وحثتهم على تحديد مواقع أقرب الملاجئ تحسبًا لأي طارئ، في ظل احتمال توسع نطاق التصعيد.
وقالت الخارجية في بيان مقتضب:
“نشهد تطورات خطيرة قد تفضي إلى تصعيد شامل. على مواطنينا الالتزام بالإرشادات الأمنية ومتابعة الأخبار المحلية بشكل متواصل”.
أضرار جسيمة وتكتم إيراني رسمي
حتى الآن، لم تصدر طهران بيانًا رسميًا شاملًا يكشف حصيلة الهجمات أو يوضح ردها، إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية تحدثت عن “عدوان خارجي واسع” طال منشآت نووية ومدنية، دون ذكر تفاصيل إضافية. ولا تزال فرق الطوارئ الإيرانية تعمل على إخماد الحرائق وانتشال الضحايا وسط تكتّم حكومي على الأرقام.
وقد أفادت مصادر محلية في محافظة كرمانشاه أن منشآت صناعية ومواقع للحرس الثوري كانت ضمن الأهداف، ما قد يُعد مؤشراً على نية إسرائيل توجيه ضربة مركّزة للبنية العسكرية الإيرانية.
إلى أين تتجه الأمور؟
مع تصاعد التوتر في المنطقة وتداول صور القصف والدمار على نطاق واسع، تبدو المنطقة على شفا مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران. وفي غياب مؤشرات واضحة للتهدئة، يخشى مراقبون أن تؤدي هذه الضربات إلى حرب إقليمية قد تشمل أطرافًا متعددة وتزيد من تفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط.