تصعيد غير مسبوق يهز المنطقة… وملامح حرب كبرى تلوح في الأفق
شنت إسرائيل فجر اليوم الجمعة واحدة من أعنف الضربات الجوية على إيران، استهدفت منشآت نووية وعسكرية وأودت بحياة قيادات بارزة من الصف الأول في الحرس الثوري ومجموعة من العلماء النوويين. الهجوم، الذي هزّ إيران داخليًا ورفع منسوب التوتر الإقليمي، أثار تساؤلات عديدة حول خلفياته وتداعياته. إليك 7 أسئلة لفهم الصورة الكاملة:
1. ماذا حدث فجر الجمعة في إيران؟
بدأت الضربات الإسرائيلية عند الساعة 3:30 فجرًا بتوقيت طهران، مستهدفة منشآت نووية (من أبرزها منشأة نطنز)، ومصانع صواريخ باليستية، ومقرات عسكرية حساسة. وأفادت تقارير بمقتل وجرح العشرات، ووقوع انفجارات متزامنة في مواقع استراتيجية.
الهجوم وصفته تل أبيب بأنه “بداية عملية مطولة” لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي حالة التأهب القصوى، تحسبًا لأي رد إيراني.
2. من أبرز القتلى؟
وفق الإعلام الإيراني ومصادر إسرائيلية، شملت قائمة القتلى:
اللواء حسين سلامي – قائد الحرس الثوري الإيراني.
اللواء محمد باقري – رئيس هيئة الأركان العامة.
اللواء غلام علي رشيد – قائد مقر خاتم الأنبياء.
مهدي طهرانجي وفريدون عباسي – عالمان بارزان في البرنامج النووي.
أحمد رضا ذو الفقاري – أستاذ هندسة نووية.
كما تحدثت تقارير عن مقتل أكثر من 10 علماء نوويين، وسقوط 12 مدنيًا، وإصابة 50 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في الضربات التي طالت مناطق مأهولة شمال طهران.
3. لماذا اختارت إسرائيل هذا التوقيت للهجوم؟
بحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن العملية كانت “استباقية” لمنع ما سموه “تجاوز إيران للخطوط الحمراء”، إذ يُعتقد أن طهران أصبحت قريبة من إنتاج عدة قنابل نووية.
كما تزامنت الضربات مع قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتوبيخ إيران رسميًا لأول مرة منذ 20 عامًا، وقبل يومين فقط من محادثات مقررة في مسقط بين طهران وواشنطن، ما يوحي برغبة إسرائيلية في تقويض الحلول الدبلوماسية.
4. ما الرسالة التي أرادت إسرائيل توجيهها؟
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن “ضربة افتتاحية ناجحة”، مؤكدًا أنها استهدفت رؤوسًا عسكرية وعلمية تعتبرها تل أبيب جوهر المشروع النووي الإيراني.
وقال نتنياهو: “لقد ضربنا قيادات عليا وعلماء يسعون لتطوير قنابل نووية، وضربنا منشآت حيوية”.
التصريحات توضح أن إسرائيل أرادت إيصال رسالة مزدوجة: الردع، والقدرة على تنفيذ اغتيالات جماعية مركّزة بدلاً من عمليات فردية تقليدية.
5. كيف ردّت إيران؟
توعد المرشد الأعلى علي خامنئي برد “مرير ومؤلم”، وأكد أن خلفاء القادة القتلى سيتولون مهامهم فورًا.
وزارة الخارجية حمّلت الولايات المتحدة مسؤولية الضربة، متهمة واشنطن بالتنسيق مع إسرائيل.
وأكدت إيران أن لها “الحق القانوني في الرد الكامل” وفقًا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وسط توقعات برد عسكري إيراني مباشر أو عبر وكلاء إقليميين في العراق ولبنان وسوريا.
6. هل شاركت الولايات المتحدة في العملية؟
نفت واشنطن المشاركة، وقال وزير الخارجية ماركو روبيو إن إسرائيل أبلغتهم مسبقًا، لكنها تصرفت بشكل منفرد.
ورغم ذلك، لم تُخفِ الإدارة الأميركية قلقها من تداعيات الضربة، خاصة بعد سحب دبلوماسييها من العراق وتوجيه تحذيرات لإيران بعدم استهداف المصالح الأميركية.
التطورات تضع واشنطن في موقف دقيق بين دعم حليفتها إسرائيل ومنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة.
7. ماذا عن مصير المحادثات النووية؟
كان من المفترض عقد جولة جديدة من المباحثات النووية في سلطنة عمان يوم الأحد، لكن الهجوم جعل انعقادها محل شك.
المفاوضات التي كانت تشهد تعثرًا قد تدخل الآن في مرحلة موت سريري، في ظل اتهامات متبادلة، وتهديدات مفتوحة، وتبادل للدماء بدلًا من الدبلوماسية.
المنطقة على حافة الانفجار
الهجوم الإسرائيلي على إيران لا يشبه سابقيه، إذ استهدف “العمق الحيوي للنظام”. ورد طهران قد يجر المنطقة إلى تصعيد مفتوح.
الأسئلة الآن لم تعد حول ما إذا كان هناك رد؟ بل متى؟ وأين؟ وبأي ثمن؟