في تصعيد جديد للحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، أعلن الكرملين اليوم الاثنين عن موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إستراتيجية جديدة لتطوير البحرية الروسية حتى عام 2050، في وقت أحرزت فيه القوات الروسية تقدماً ملحوظاً باتجاه مقاطعة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا، وسط هجمات متبادلة بالمسيّرات بين الجانبين.
تحول استراتيجي في القدرات البحرية الروسية
وقال نيكولاي باتروشيف، المسؤول البارز في مجلس الأمن الروسي، إن الإستراتيجية الجديدة تهدف إلى “تعزيز النفوذ البحري الروسي وضمان الحضور في المحيطات”، بما يتماشى مع التحديات الجيوسياسية التي تواجه موسكو.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتعرض فيه روسيا لضغوط دولية متزايدة، وتستمر في خوض معركة مفتوحة ضد الغرب في أوكرانيا، سياسيًا وميدانيًا.
تقدم روسي على الأرض نحو دنيبروبتروفسك وسومي
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها عبرت حدود مقاطعة دنيبروبتروفسك للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، كما حققت مكاسب في مقاطعة سومي شمال شرقي البلاد.
وفي هذا السياق، قال ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن “دخول قواتنا إلى دنيبروبتروفسك يفرض واقعا جديدا على المفاوضات”، محذرًا من أن من يرفض الاعتراف بهذا الواقع “سيواجهه ميدانيًا”.
كييف تقر بصعوبة الوضع وتواصل الهجمات المضادة
من جانبه، أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع شبكة ABC الأميركية بصعوبة الوضع قائلاً: “الجبهات معقدة للغاية، وثبات الجنود هو الأساس”، مجددًا اتهاماته لبوتين بعدم الرغبة في إنهاء الحرب.
وأكد زيلينسكي أن الهجوم الأوكراني الأخير داخل العمق الروسي أدى إلى تدمير 34% من الطائرات الإستراتيجية الروسية، مشددًا على استمرار العمليات ضد أهداف عسكرية داخل روسيا.
هجوم أوكراني يستهدف مطارًا عسكريًا داخل روسيا
قالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها هاجمت مطار سافاسليكا في منطقة نيجني نوفغورود الروسية، وأكدت إصابة طائرتين، إحداهما يُرجح أنها من طراز “ميغ” والأخرى “سوخوي”.
في المقابل، أفادت وكالة نوفوستي الروسية بأن القوات الروسية دمرت 26 دبابة أميركية الصنع من طراز أبرامز من أصل 31 قدمتها واشنطن لكييف، ما يعكس تصعيدًا في استخدام الأسلحة الغربية من جهة، والتصدي الروسي لها من جهة أخرى.
مسيّرات متبادلة فوق سماء كييف وعمق روسيا
وشنت روسيا الليلة الماضية هجومًا واسعًا بالمسيّرات على العاصمة كييف، فيما تصدت الدفاعات الجوية الأوكرانية للهجوم ودعت السكان إلى الاحتماء في الملاجئ.
كما دوت صفارات الإنذار في مناطق متعددة من بينها سومي، تشيرنيهيف، بولتافا، خاركيف، ودنيبروبتروفسك، في مؤشر على التوسع الجغرافي للهجمات الروسية.
من جهة أخرى، قالت روسيا إن 49 طائرة مسيّرة أوكرانية أُسقطت فوق أراضيها خلال الليل، مشيرة إلى سقوط اثنتين على مصنع إلكترونيات في منطقة تشوفاشيا بعمق روسيا، دون تسجيل إصابات.
تصعيد واسع وإعادة رسم للحدود الميدانية
المشهد الميداني والسياسي يشير إلى تحول نوعي في طبيعة الحرب:
روسيا تعزز حضورها العسكري والتقني، سواء على الأرض أو عبر تحديث قدراتها البحرية.
أوكرانيا تكثف هجماتها داخل العمق الروسي لإرباك خطوط الإمداد وتهديد الأصول الإستراتيجية.
الضربات المتبادلة بالمسيّرات باتت أداة يومية في الحرب، ما يرفع من احتمالات التصعيد غير المنضبط.
ومع دخول روسيا أراضي جديدة وتبنيها إستراتيجية بعيدة المدى، تبدو الحرب متجهة إلى مزيد من الاستنزاف العسكري والتحديات السياسية، داخلياً وخارجياً، لكلا الجانبين.