في تطور لافت على صعيد الملف النووي الإيراني، كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن اقتراح أميركي جديد يسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة مؤقتًا، في إطار خطة مرحلية تهدف للوصول إلى اتفاق شامل يمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
أبرز ملامح المقترح:
السماح مؤقتًا بتخصيب محدود داخل إيران.
دعم أميركي لبناء مفاعلات نووية لأغراض الطاقة.
إنشاء منشآت تخصيب تدار إقليميًا تحت إشراف دولي.
وقف التخصيب الإيراني بالكامل بمجرد تفعيل المكاسب الاقتصادية للطهران من الخطة.
ويُعد هذا الاقتراح أول إشارة ملموسة إلى إمكان الوصول إلى تسوية بين إدارة ترامب وطهران منذ توليه الرئاسة.
ردود إيرانية رافضة
في المقابل، أكد مسؤولون إيرانيون أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “خط أحمر”، حيث قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المقترح الأميركي “يتضمن نقاطًا ملتبسة وغير واضحة”، وإن بلاده سترد عليه في الأيام المقبلة.
كما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن إيران “لن ترضخ للضغوط ولن تقبل الظلم”، فيما أوضح عراقجي أن طهران مستعدة لضمان سلمية البرنامج النووي، لكنها لن تطلب الإذن من أحد للاستمرار في التخصيب.
التخصيب يقترب من مستويات التسليح
بحسب تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفعت إيران نسبة التخصيب إلى 60%، وهي نسبة قريبة من العتبة الضرورية لتطوير أسلحة نووية (90%).
مدير الوكالة، رافائيل غروسي، دعا إلى مزيد من الشفافية، محذرًا من العواقب إذا استمرت إيران في التصعيد.
عودة التوتر أو نافذة للحل؟
المقترح الأميركي يعكس محاولة لتجنب مزيد من التوتر في الشرق الأوسط، ويأتي وسط:
تصاعد الاضطرابات الداخلية في إيران.
استمرار الضغوط الاقتصادية والعقوبات.
تحذيرات من أن إسرائيل أو واشنطن قد تشن ضربات عسكرية.
وقد يرى البيت الأبيض هذا العرض كوسيلة لاحتواء طموحات إيران النووية دون اللجوء إلى المواجهة العسكرية، خصوصًا بعد الإطاحة المفاجئة ببشار الأسد، الحليف القوي لطهران في المنطقة.
نظرة إلى المستقبل
يؤكد مراقبون أن رد إيران على العرض الأميركي، الذي جاء بعد خمس جولات تفاوض بوساطة عمانية، سيكون حاسمًا لتحديد ما إذا كانت هناك فرصة حقيقية لاتفاق جديد، أو أن المنطقة مقبلة على تصعيد جديد مع اقتراب استحقاقات نووية ودبلوماسية في الأشهر المقبلة.