في تصعيد خطير للتوترات الداخلية في الولايات المتحدة، شهدت مدينة بولدر بولاية كولورادو هجومًا دمويًا مساء الأحد استهدف مسيرة لإحياء ذكرى الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة. الهجوم الذي وصفته السلطات الفدرالية بـ”الإرهابي”، خلّف ثمانية جرحى، أحدهم في حالة حرجة، وأثار موجة من الإدانات الواسعة والمخاوف بشأن مستقبل التعايش في مجتمع بات يزداد استقطابًا على وقع الحرب في الشرق الأوسط.
تفاصيل الهجوم
بحسب إفادات شهود عيان وشبكات إعلامية أميركية، أقدم المشتبه به محمد سليمان، وهو مواطن مصري مقيم بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، على إلقاء قنابل مولوتوف على المشاركين في المسيرة، مرددًا شعارات مؤيدة لفلسطين، أبرزها “الحرية لفلسطين”. ووقع الهجوم وسط فعالية منظمة من قبل الجالية اليهودية في الولاية، كانت تهدف إلى تسليط الضوء على قضية الرهائن الإسرائيليين في غزة.
أكّد مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أن الهجوم “يحمل بصمات إرهابية” وبدأ في التحقيق بشأن شبكات الدعم المحتملة للمهاجم داخل الولايات المتحدة.
الوضع القانوني للمهاجم
نقلت شبكة “فوكس نيوز” أن سليمان كان يحمل تصريح عمل انتهت صلاحيته في مارس/آذار 2025، ما يثير علامات استفهام حول آليات مراقبة المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني، خاصة في ظل الخلفية الأمنية الحساسة التي يعيشها الشارع الأميركي.
ردود الفعل الرسمية
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وصف الهجوم بأنه “عمل إرهابي بغيض لا مكان له في بلادنا”.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ندّد بما وصفه “هجومًا معاديًا للسامية يستهدف المجتمع اليهودي في صميمه”.
كما عبّر قادة الكونغرس من كلا الحزبين عن قلقهم البالغ، مشددين على وجوب حماية المجتمع اليهودي ورفض العنف السياسي بكل أشكاله.
السياق الأوسع: حرب غزة والاحتقان الداخلي
يأتي هذا الهجوم في لحظة بالغة التوتر في الداخل الأميركي، حيث تتزايد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، خصوصًا في الجامعات، بينما تنظم جماعات مؤيدة لإسرائيل فعاليات لدعم تل أبيب والمطالبة بالإفراج عن الأسرى. وقد شهدت الأسابيع الأخيرة حوادث مشابهة، من بينها إطلاق نار على موظفين في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، ما يعكس تزايدًا في حدة الاستقطاب السياسي والاجتماعي.
التداعيات المحتملة
أمنيًا: من المرجح أن تتوسع الإجراءات الأمنية حول الفعاليات اليهودية في المدن الكبرى، إضافة إلى مراقبة أوسع للمحتوى الرقمي والخطاب التحريضي المحتمل.
سياسيًا: الحادث قد يُستخدم كورقة ضغط من التيار الجمهوري لتشديد سياسات الهجرة والمراقبة الأمنية.
اجتماعيًا: يخشى مراقبون من تصاعد جرائم الكراهية المتبادلة، وازدياد شعور الجاليات اليهودية والمسلمة بعدم الأمان.
ما التالي؟
التحقيقات لا تزال جارية، لكن المؤشرات الأولية تؤكد أن الهجوم لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة تصعيد متبادل في الخطاب والمواقف داخل الولايات المتحدة. كما يُحتمل أن يؤثر الحادث على المساعي السياسية الرامية إلى تهدئة الصراع في غزة، خاصة مع تزايد الضغط الشعبي والإعلامي.