جمعت مباراة الترجي الرياضي التونسي والملعب التونسي، ضمن منافسات البطولة الوطنية، اهتمامًا جماهيريًا وإعلاميًا واسعًا، نظرًا لثقل الفريقين وتاريخ المواجهات بينهما. وبينما تركزت الأنظار على المستطيل الأخضر، برزت عديد الملاحظات التنظيمية واللوجستية التي أثارت نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية، وهو ما يدفع إلى تسليط الضوء عليها بموضوعية.
جدل حول توقيت المباراة: قرار يثير الاستغراب
أثار توقيت إقامة مباراة الترجي الرياضي التونسي والملعب التونسي في حدود الساعة الرابعة مساءً (16:00) جدلاً واسعًا في الأوساط الرياضية والجماهيرية.
وبرّرت الجامعة التونسية لكرة القدم هذا الاختيار بدواعٍ أمنية، وهي حجّة اعتبرها كثيرون واهية، خاصة أن المتضررين الرئيسيين من هذا التوقيت هم جماهير الفريقين وكذلك الوحدات الأمنية المكلّفة بتأمين المباراة.
ويطرح هذا القرار تساؤلات حول مدى مراعاة الجامعة للواقع الميداني وراحة الأطراف المعنية، خصوصًا مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة في ذلك التوقيت، ما أثّر سلبًا على جودة الأداء داخل الميدان وراحة الجماهير في المدارج.
إجراءات أمنية تنتهي بتدافع جماهيري خطير
رغم التفهم الكامل للاعتبارات الأمنية التي دفعت الجهات المنظمة إلى غلق بعض أبواب الملعب، خصوصًا لتفادي اختلاط جماهير الترجي الرياضي التونسي بجماهير الملعب التونسي، إلا أن الطريقة التي تم بها تنفيذ هذا القرار خلّفت آثارًا سلبية كبيرة.
فقد أدى الإغلاق شبه الكامل للبوابات، باستثناء باب حديدي واحد، إلى اكتظاظ شديد وتدافع خطير عند الخروج، مما مثّل تهديدًا مباشرًا لسلامة الجماهير، خاصة في غياب ممرات واضحة أو إشراف ميداني فعّال.
وكان بالإمكان، وبكل بساطة، تجنّب هذا السيناريو من خلال اعتماد مسارين منفصلين ومُراقبين أحدهما لجماهير الترجي والآخر لجماهير الملعب التونسي، بما يضمن انسيابية الحركة ويحترم مقتضيات الأمن دون تعريض أحد للخطر.
إكرام الضيوف بين النية الطيبة وسوء التنفيذ
في بادرة اعتُبرت في ظاهرها نبيلة، قامت الجامعة التونسية لكرة القدم بتوزيع قوارير ماء ومشروبات و”كسكروت” و”كعبة موز” على الصحفيين المتواجدين في ملعب المباراة في إطار مجهود لتحسين ظروف العمل الإعلامي خلال اللقاء.
لكن، ورغم حسن النية، فقد أثارت طريقة التقديم انتقادات عدد من الإعلاميين، حيث تم تسليم هذه المواد داخل أكياس بلاستيكية “ساشي” بطريقة اعتبرها البعض مبتذلة وغير لائقة بمكانة الصحفيين ولا بطبيعة الفعالية.
وذهب البعض إلى القول إن هذا التصرف رغم بساطته يعكس خللاً في فهم آليات التعامل الراقي مع الإعلاميين وكان من الأجدر استثمار الفاصل بين الشوطين لتنظيم استراحة قهوة داخل قاعة مخصصة تحفظ كرامة المهنة وتعكس صورة أكثر نضجًا واحترافية.
إنّ مثل هذه التفاصيل وإن بدت ثانوية فإنّها تلعب دورًا جوهريًا في نجاح الفعاليات الرياضية وتنظيمها. فبين قرارات التوقيت وشكل التعامل مع الصحفيين وآليات ضبط الجماهير، تتجلى الحاجة إلى مراجعة حقيقية وجدية في طريقة إدارة المباريات الكبرى، الكرة الآن في ملعب الجامعة لتقييم التجربة وتحسينها حرصًا على صورة الكرة التونسية وسلامة كل من يشارك في صنع متعتها.
حنان العبيدي