من المنتظر أن تعقد الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل، يوم غد الخميس بمدينة الحمامات، اجتماعًا حاسمًا قد يحدد ملامح المرحلة القادمة في تاريخ المنظمة الشغيلة، في ظل أزمة داخلية غير مسبوقة تهدد وحدتها وتماسكها، وفق ما نقله الصحفي سفيان الأسود في تدوينة على صفحته الرسمية.
وأوضح الأسود أن اجتماع المكتب التنفيذي الوطني، الذي انعقد الإثنين الماضي، شهد غيابًا تامًا للتوافق بين مكوناته، وسط انقسام واضح بشأن موعد المؤتمر الوطني القادم للاتحاد، حيث يتمسّك أغلب أعضاء المكتب بعدم تنظيم مؤتمر استثنائي في جانفي 2026، مفضلين عقده بعد شهر جوان من السنة ذاتها ليكون مؤتمرًا عاديا، ولضبط التوازنات الانتخابية بصفة أدق، خصوصًا مع مؤتمرات الاتحادات الجهوية.
وفي سياق متصل، تحدّث الأسود عن اجتماع وُصف بـ”العشاء الأخير”، سيُعقد مساء اليوم الأربعاء بأحد نُزل مدينة سوسة، بمشاركة قيادات جهوية وقطاعية. ويُرتقب أن يفضي هذا الاجتماع إلى تشكيل موقف موحّد قبل الدخول إلى الهيئة الإدارية، وتحديد الخطوات التصعيدية في حال فشل الجلسة المنتظرة في التوصل إلى توافق. كما سيعيد هذا اللقاء تقييم العلاقة مع القيادة المركزية للاتحاد التي تواجه انتقادات واسعة منذ انتخابها في مؤتمر سوسة، الذي شهد تغيير الفصل 20 من النظام الأساسي، بما مكّن بعض القيادات الحالية من الترشح مجددًا.
ويُعدّ اجتماع الغد محطة مفصلية في مسار الأزمة الداخلية التي يعيشها الاتحاد، وسط تخوفات من تواصل حالة الانسداد وتعمق الشروخ بين هياكل المنظمة، الأمر الذي لم تشهده من قبل منذ تأسيسها سنة 1946.
وبات من المؤكد أن غياب التوافق مجددًا داخل الهيئة الإدارية سيبقي باب الأزمة مفتوحًا، في مشهد نقابي ملتبس يطرح أسئلة جدية حول مستقبل القيادة الحالية وشرعية خياراتها.
حنان العبيدي
وفي ما يلي نص التدوينة:
غدا إجتماع الهيئة الإدارية لاتحاد الشغل :غاب التوافق… وحضرت الخلافات….اليوم إجتماع العشاء الأخير بنزل المهاري….كتب سفيان الأسود.ستحتاح الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل التي ستجتمع غدا بمدينة الحمامات إلى ” معجزة ” قد لا تتحقق للوصول إلى إتفاق بشأن موعد المؤتمر الوطني القادم للاتحاد..في الإجتماع الأخير للمكتب التنفيذي الوطني يوم الاثنين الماضي غاب التوافق وكان حجم الخلاف كبير فالأغلبية داخل المكتب المنقسم تتمسك بعدم عقد مؤتمر إستثنائي في جانفي 2026 وتسعى بكل جهد إلى عقده بعد شهر جوان 2026 ليكون مؤتمرا عاديا وأيضا تكون حينها حساباتها الإنتخابية أكثر دقة خاصة في علاقة بمؤتمرات الإتحادات الجهوية للشغل…العشاء الأخير….مساء اليوم الأربعاء سيعقد إجتماع هام يجمع جهات و قطاعات ستدخل الهيئة الإدارية بموقف موحد وأيضا ستحدد كل ردود الفعل اذا فشلت الهيئة الإدارية مرة أخرى كما ستحدد كيف ستتعامل مستقبلا مع المركزية النقابية وستكون كل الإحتمالات مفتوحة في ظل وضع داخلي لم يعرفه الاتحاد العام التونسي للشغل طيلة تاريخه ومنذ تأسيسهوهو أمر يسجله التاريخ للقيادة الحالية التي أتى بها مؤتمر سوسة غير الإنتخابي وهو المؤتمر الذي تم فيه تغيير الفصل 20 من القانون الأساسي مما سمح لعدد من الأعضاء الحاليين بالترشح لمدة أخرى….إجتماع آخر للهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام التونسي ومرة أخرى دون توافق بين أعضاء القيادة وهو ما يعني أن الأزمة ستبقى مفتوحة وقائمة….