في خطوة اعتبرها خبراء حماية المستهلك “تاريخية”، أقر المشرع الفرنسي قانونًا جديدًا يفرض قيودًا صارمة على المكالمات التسويقية غير المرغوب فيها، بدءًا من أوت 2026. لكن ما بدا كإجراء لحماية الخصوصية في فرنسا قد يتحول إلى كابوس حقيقي للاقتصاد التونسي، الذي يعتمد بشكل كبير على قطاع مراكز الاتصال كرافد أساسي للتوظيف والعملة الصعبة.
تفاصيل القانون: نهاية عصر التحرش الهاتفي
- موافقة مسبقة إلزامية: ممنوع الاتصال بأي عميل دون موافقة كتابية أو إلكترونية قابلة للإلغاء.
- استثناء وحيد: يُسمح بالمتابعة في حالات العقود الجارية فقط.
- عقوبات مالية مخيفة: غرامات تصل إلى 20% من إيرادات الشركة أو 500 ألف يورو للمخالفين.
الصدمة في تونس: 25 ألف وظيفة على حافة الهاوية
تشير الأرقام إلى أن:
- 80% من مراكز الاتصال التونسية تعمل في خدمات التسويق الهاتفي للأسواق الأوروبية، خاصة فرنسا.
- 40% من إيرادات القطاع مهددة بالاختفاء بموجب القانون الجديد.
- أكثر من 10 آلاف عائلة تونسية قد تفقد مصدر دخلها الرئيسي في غضون عامين.
“تيليبيرفورمانس” تحت المجهر: عملاق يترنح
شركة “تيليبيرفورمانس” الفرنسية، التي:
- تُشغل 12 ألف موظف في تونس.
- تمثل 25% من حجم قطاع مراكز الاتصال المحلي.
- تُدرّب سنويًا 3 آلاف شاب تونسي على لغات وخدمة العملاء.
تجد نفسها الآن أمام خيارين أحلاهما مر:
- سحب استثماراتها من تونس والانتقال إلى دول أقل تكلفة.
- خفض عدد الموظفين بنسبة قد تصل إلى 60%.
تداعيات اقتصادية: أزمة أكبر من مجرد بطالة
قد يؤدي انهيار جزء من هذا القطاع إلى:
✔ ارتفاع معدل البطالة بين خريجي اللغات والحاسوب بنسبة 15%.
✔ خسارة 100 مليون يورو سنويًا من العملة الصعبة.
✔ انهيار أحلام آلاف العائلات التي تعتمد على هذا القطاع.
هل من مخرج؟ سيناريوهات المواجهة
- إعادة تأهيل القطاع: تحويل مراكز الاتصال من التسويق الهاتفي إلى:
– خدمات الدعم الفني متعدد اللغات.
– إدارة العلاقات الرقمية (Digital CRM).
_ مراكز البحوث والذكاء الاصطناعي.
- حزمة إنقاذ حكومية عاجلة:
_ إعفاءات ضريبية للمراكز التي تعيد تدريب موظفيها.
– شراكات مع جامعات لتأهيل الكفاءات في مجالات جديدة.
– جذب استثمارات في مجالات التعهيد المعرفي (Knowledge Process Outsourcing).
- تنويع الأسواق:
_ التوجه نحو الأسواق الأفريقية والعربية.
– استهداف قطاعات جديدة مثل الخدمات المالية والصحية.
تحذير أخير: الساعة تدق!
إذا لم تتحرك الحكومة والقطاع الخاص خلال الـ 18 شهرًا القادمة:
- قد نخسر 5 آلاف وظيفة في العام الأول فقط.
- ستدخل مئات العائلات في دوامة الفقر.
- ستفقد تونس جزءًا من سمعتها كوجهة مفضلة للاستثمار في الخدمات.