في ندوة أكاديمية نُظّمت في المعهد العالي للدراسات التجارية بباريس، قدّم الوزير التونسي السابق نزار يعيش رؤية شاملة لأهم التحولات التي يشهدها العالم اليوم على المستويات الجيوسياسية والمالية والاقتصادية. وأبرز أن ما نعيشه ليس أزمة واحدة، بل “تعدد أزمات” (Polycrise)، تشمل التغير المناخي، شيخوخة السكان، انفجار الديون العالمية، وتفكك النظام الدولي.
وأكد يعيش أن الديون العمومية العالمية تخطّت عتبة 100 ألف مليار دولار، وهو ما يُثقل كاهل الدول، خصوصًا النامية منها، في ظل سياسات نقدية غير منصفة تقودها البنوك المركزية الكبرى. كما اعتبر أن هذه السياسات تُشكّل عبئًا خفيًا على دول الجنوب، وتحرمها من هوامش القرار والسيادة المالية.
وفي تناوله لحالة تونس، شدد على أن البلاد تقف عند مفترق طرق، تتأرجح بين أزمات داخلية عميقة وفرص واعدة إذا ما تم استغلال رأس مالها البشري وتحقيق التحول الرقمي والسيادي بذكاء.
وفي ختام مداخلته، أطلق يعيش نداءً للأجيال الشابة، داعيًا إياهم إلى التفكير المشترك وصياغة مستقبل جديد يُعيد التوازن للعالم ويمنح دول الجنوب حقّها في القرار والتقدّم.