سجّلت الخطوط الجوية التونسية تحسّنًا طفيفًا في رقم معاملاتها خلال الثلاثي الأول من سنة 2025، بزيادة بلغت 1.3 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، ليصل إلى 323.4 مليون دينار، وفق مؤشرات النشاط التي نشرتها الشركة مؤخرًا على موقع بورصة تونس.
في المقابل، تراجع عدد المسافرين بنسبة 4 بالمائة، إذ بلغ عددهم 495,195 مسافرًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، ما يعكس تناقضًا بين الإيرادات وحجم النشاط الفعلي للناقلة الوطنية.
ورغم هذا الانخفاض في عدد الركاب، سجّل معدل تعبئة الطائرات تحسنًا ملحوظًا بـ3.8 نقاط، حيث ارتفع من 70.5 بالمائة في مارس 2024 إلى 74.3 بالمائة في مارس 2025، وهو ما قد يُعزى إلى تحسين استغلال الأسطول وتقليص عدد الرحلات غير المجدية.
وفي ما يتعلق بالأعباء التشغيلية، أوضحت الشركة أن كلفة الوقود تراجعت بنسبة 19 بالمائة، نتيجة انخفاض في الكميات المستهلكة بنسبة 9.1 بالمائة، وتراجع الأسعار بنسبة 11.7 بالمائة. بالمقابل، ارتفعت تكاليف استئجار الطائرات بنسبة 19 بالمائة بسبب زيادة عمليات الكراء المؤقت، كما ارتفعت كلفة التأجير بنسبة 4 بالمائة مدفوعة بزيادة الأجور، على الرغم من تراجع عدد الموظفين بنسبة 9 بالمائة جرّاء عمليات التقاعد.
وأشارت الشركة إلى تقلّص ديونها بنسبة 18 بالمائة، نتيجة سداد القروض الجارية، وهو ما يمثل مؤشراً إيجابيًا على تحسن نسبي في هيكلتها المالية.
ويطرح هذا الأداء المختلط تساؤلات حول قدرة الخطوط التونسية على الحفاظ على استقرارها في ظل تراجع حركة المسافرين، خاصة مع استمرار الضغوط التشغيلية والتحديات المرتبطة بالتنافسية.