قُتل 41 مدنيًا على الأقل وأصيب العشرات، بينهم أطفال ونساء، جراء قصف مدفعي عنيف شنته قوات الدعم السريع على أحياء متفرقة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ووصفت مصادر عسكرية القصف بأنه الأثقل منذ بدء الحرب، في وقت أكدت فيه قوات الجيش السوداني صمودها وسيطرتها على المدينة رغم تصاعد المعارك.
ووفق الإعلام العسكري للفرقة السادسة مشاة، استهدفت قذائف الدعم السريع مناطق مدنية حساسة ومواقع عسكرية، أبرزها مخيم “أبو شوك” للنازحين وحي درجة أولى، إضافة إلى مقر قيادة الجيش بالفاشر، ما تسبب في دمار واسع وحالة هلع بين السكان.
في المقابل، دعت قوات الدعم السريع الجيش والقوات المتحالفة معه إلى إخلاء المدينة “بصورة آمنة”، معلنة التزامها بفتح وتأمين ممرات إنسانية للراغبين في الخروج طوعًا من الفاشر، وهو ما اعتبره مراقبون مقدمة لمحاولة السيطرة الكاملة على المدينة.
وشهدت الفاشر، أمس الاثنين، هجومًا من عدة محاور وصف بالأعنف منذ بدء الحرب، وتمكّن الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه من صد الهجوم حتى الآن، وفق ما أفادت به مصادر عسكرية لقناة الجزيرة. وأشارت إلى أن الوضع الإنساني في المدينة كارثي، في ظل استمرار القصف وإغلاق المؤسسات الإغاثية أبوابها.
الهجوم الأخير يأتي في سياق تصعيد مستمر منذ أكثر من عام، إذ تسعى قوات الدعم السريع لإحكام سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش في دارفور، بعد هجمات سابقة طالت مخيمات النازحين، كان أعنفها الهجوم على مخيم “زمزم” الذي خلف 1500 قتيل وأكثر من مليون نازح.
وتأتي هذه التطورات في خضم الصراع الدموي المستمر في السودان منذ 15 أفريل 2023، والذي أوقع عشرات الآلاف من القتلى وأجبر أكثر من 14 مليون شخص على النزوح داخليًا وخارجيًا، مما يجعل من الفاشر حاليًا بؤرة لأحد أخطر الأزمات الإنسانية في البلاد.