وجه المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، انتقادًا لاذعًا لمجلس الأمن الدولي بسبب فشله في الحفاظ على السلم والأمن العالميين، متهما إياه بالتخلي عن الدبلوماسية وسط عالم يزداد فيه تجاهل القانون الدولي الإنساني.
وفي إحاطته أمام المجلس، قال غراندي إن العنف بات “العملة السائدة في هذا العصر”، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي بات يستهين بمبادئ القانون الإنساني، مستشهدا بكلمات البابا فرانشيسكو التي وصف فيها الحرب بأنها “استسلام مخزٍ”.
وأوضح غراندي أنه يتحدث باسم 123 مليون نازح قسريًا حول العالم، مشددًا على أن هؤلاء “ما زالوا يأملون في العودة الآمنة رغم الأوضاع المدمرة”، وأنهم “لن يستسلموا، ولن يريدوا منا أن نستسلم”.
وحذر من التدهور اليومي لأوضاع المدنيين في قطاع غزة، رغم أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لا تشارك بشكل مباشر في استجابة الأمم المتحدة هناك. كما أشار إلى تفاقم الأزمات الإنسانية حول العالم، مع تسجيل 120 صراعًا مسلحًا، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وسلط الضوء على الوضع المأساوي في السودان، حيث نزح ثلث السكان بسبب الحرب، وسط انتشار العنف والمجاعة والفظائع، محذرا من خطر تفكك البلاد وبروز مليشيات محلية وانتهاكات متصاعدة قد تعيق جهود السلام.
وعلى صعيد التحذير الأمني، أشار غراندي إلى إمكانية حدوث “تحركات كبيرة للنازحين نحو أوروبا”، خاصة مع وجود أكثر من 200 ألف لاجئ سوداني في ليبيا وحدها.
كما تطرق إلى الأزمة السورية، داعيًا الدول الأعضاء لتجاوز الخلافات السياسية و”وضع الشعب السوري في صلب الاهتمام”، مؤكداً أن الأمل لا يزال قائمًا رغم التحديات.
وفيما يتعلق بالروهينغا، ذكر غراندي أن عدد اللاجئين بلغ 1.2 مليون شخص، معظمهم في مخيمات بنغلاديش، موجها الشكر لهذا البلد على استضافتهم، وداعيا إلى إبقاء الضغط الدولي على ميانمار لدفع نحو حل جذري لقضيتهم، مشيرًا إلى أهمية المؤتمر المرتقب في سبتمبر/أيلول المقبل بنيويورك.
وفي ختام كلمته، شدد غراندي على أن البيروقراطية والسياسات المتضاربة تعرقل العمل الإنساني، داعيًا مجلس الأمن إلى استعادة وحدته وتحمل مسؤولياته في مواجهة الانهيار الأخلاقي والسياسي المتزايد في العالم.