أكد وفد جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية أن قطاع غزة تحول إلى “جحيم”، في ظل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل، داعيًا إلى محاسبة تل أبيب على خرقها المتواصل للمواثيق الدولية بصفتها قوة احتلال.
جاءت تصريحات الوفد خلال الجلسة الثانية من جلسات الاستماع التي تعقدها المحكمة في لاهاي بشأن طلب رأي استشاري حول التزامات إسرائيل تجاه وجود منظمات الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأوضح الوفد أن إسرائيل لا تكتفي بمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بل تتعمد استهداف وكالة “الأونروا” لتضييق الخناق أكثر على الشعب الفلسطيني.
انطلقت جلسات المحكمة بناء على طلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في ديسمبر/كانون الأول 2024، في أعقاب تصعيد تشريعي من الكنيست الإسرائيلي قضى بحظر نشاط “الأونروا”، رغم الحاجة الماسة لخدماتها في ظل ما وُصف بأنه إبادة مستمرة بحق الفلسطينيين.
وتشارك في هذه الجلسات أكثر من 40 دولة وأربع منظمات دولية، وتستمر حتى الثاني من مايو/أيار. وقد تحدثت في اليوم الأول وفود من الأمم المتحدة، فلسطين، مصر وماليزيا، في حين يتواصل الاستماع إلى مداخلات من دول أخرى، من بينها الجزائر، السعودية، بلجيكا وكولومبيا.
في المقابل، قاطعت إسرائيل الجلسات، ووصف وزير خارجيتها غدعون ساعر الإجراءات بأنها “سيرك سياسي”، مكتفية بتقديم موقفها كتابيًا.
ورغم أن الرأي الاستشاري الذي ستصدره المحكمة لاحقًا غير ملزم قانونيًا، فإنه يحمل وزنًا سياسياً وقانونياً قد يسهم في تشكيل ضغط دولي متزايد على إسرائيل، خاصة في ظل تصاعد الاتهامات بشأن الانتهاكات في غزة.