تخشى الصين اندلاع مواجهة بين الهند وباكستان لأسباب متعددة تتعلق بمصالحها الأمنية والجيوسياسية، ويمكن تلخيص هذه الأسباب في المحاور التالية:
1. التهديد المباشر للاستقرار الإقليمي
الهند وباكستان دولتان نوويتان، وأي صدام عسكري بينهما، حتى وإن كان محدوداً، قد يتحول إلى نزاع شامل يهدد الاستقرار في جنوب آسيا، وهي منطقة ذات أهمية استراتيجية للصين.
2. الحدود والمصالح المشتركة
حدود مباشرة: الصين تشترك بحدود طويلة مع كل من الهند وباكستان، ما يجعل أي تصعيد عسكري قريب من أراضيها مصدر قلق مباشر.
نزاع حدودي مع الهند: العلاقات الصينية-الهندية تعاني بالفعل من توترات حدودية في الهيمالايا (مثل منطقة لداخ)، وأي حرب بين الهند وباكستان قد تستدعي استعداداً عسكرياً إضافياً من بكين على جبهتها الشرقية.
3. العلاقات الإستراتيجية مع باكستان
الصين تعتبر باكستان شريكاً إستراتيجياً أساسياً، خاصة ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، حيث يمثل الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني (CPEC) مشروعاً حيوياً يمر عبر أراضٍ حساسة في كشمير، ما يجعل أي اضطراب أمني في المنطقة تهديداً مباشراً للاستثمارات الصينية.
4. توازن العلاقات مع الهند
رغم التوترات، تسعى الصين إلى الحفاظ على علاقات تجارية مع الهند، التي تمثل سوقاً ضخمة وفرصة اقتصادية كبيرة. وأي تصعيد قد يجر بكين إلى مواقف محرجة ويؤثر سلباً على تجارتها الإقليمية.
5. تفادي تدويل الأزمة
الصين تخشى من تدخل أطراف دولية (مثل الولايات المتحدة) في حال نشوب صراع، مما قد يفتح الباب أمام مزيد من النفوذ الغربي قرب حدودها. لذا، تفضل بكين تهدئة الوضع بسرعة والحفاظ على الأزمة ضمن الأطر الثنائية.
6. الوساطة والدور الدبلوماسي
الصين تحاول لعب دور الوسيط المحايد لتعزيز مكانتها كقوة مسؤولة عالمياً، دون المساس بعلاقاتها الوثيقة مع باكستان أو خسارة فرص تحسين علاقاتها مع الهند.