تراجعت أسعار الذهب والنفط اليوم الثلاثاء، متأثرة بانحسار التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها، ما أضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن، كما زاد من ضبابية توقعات الطلب العالمي على النفط.
الذهب يفقد بريقه
انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.91% ليصل إلى 3312.62 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الأميركية الآجلة بنسبة 0.87% إلى 3318.5 دولارًا.
ويرجع هذا الانخفاض، وفقًا لما أوضحه ييب جون رونغ، خبير الأسواق لدى “آي جي”، إلى تحسن واضح في “بيئة المخاطر”، وسط مؤشرات على تهدئة النزاع التجاري. وقال: “التفاؤل السائد حاليًا بشأن فرص التوصل إلى اتفاقيات تجارية ساهم في تقليص الإقبال على الذهب كملاذ آمن”.
كما صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن عدداً من الشركاء التجاريين قدموا مقترحات “جيدة للغاية” لتفادي الرسوم الأميركية، مضيفًا أن الهند قد تكون أولى الدول التي تصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.
وفي تطور مهم، أعلنت الصين إعفاء بعض السلع الأميركية من رسوم جمركية انتقامية، في خطوة فسّرها محللون بأنها إشارة إلى رغبتها في تهدئة التصعيد مع الولايات المتحدة.
ومع أن الذهب لا يزال يحافظ على بعض دعائمه طويلة الأمد، لا سيما في ظل الاتجاه العالمي لتنويع احتياطيات البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، فإن المستثمرين يترقبون بيانات أميركية هذا الأسبوع، مثل تقرير الوظائف غير الزراعية ونفقات الاستهلاك الشخصي، لتحديد المسار المستقبلي لسياسة الاحتياطي الفدرالي.
النفط يواصل التراجع
على الجانب الآخر، تراجعت أسعار النفط مع استمرار المخاوف بشأن الطلب العالمي، وانعكاسات الحرب التجارية الممتدة بين واشنطن وبكين. فقد انخفض خام برنت بمقدار 1.35 دولار أو 2.13% إلى 64.41 دولارًا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.31 دولار أو 2.10% إلى 60.77 دولارًا.
ووفقًا لـ بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا”، فإن “غياب مؤشرات قوية على تعافي الطلب في الصين، واستمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل المفاوضات التجارية، يثقلان كاهل أسعار النفط”.
وأظهر استطلاع أجرته “رويترز” أن عددًا من الاقتصاديين يرون أن سياسات ترامب التجارية، وعلى رأسها الرسوم الجمركية الواسعة، زادت من خطر ركود عالمي هذا العام.
وتراجعت توقعات الطلب العالمي على النفط نتيجة هذه التوترات، مما دفع مؤسسات مالية مثل باركليز إلى خفض توقعاتها لأسعار برنت لعام 2025 بمقدار 4 دولارات، مشيرة إلى زيادة المعروض النفطي، وتغير في إستراتيجية الإنتاج داخل تحالف أوبك بلس.
ضغوط العرض في الأفق
وأفادت مصادر بأن عدداً من دول “أوبك بلس” سيقترحون في اجتماع يونيو/ حزيران المقبل زيادة الإنتاج للشهر الثاني على التوالي، ما قد يدفع الأسعار نحو مزيد من الهبوط. وفي هذا السياق، قال المحلل فيليب فيرليغر إن “زيادة الإنتاج قد تؤدي إلى انخفاض كبير في أسعار الخام”.
كما تشير التقديرات إلى أن مخزونات النفط الخام الأميركية قد ارتفعت بنحو 500 ألف برميل الأسبوع الماضي، فيما ستصدر البيانات الرسمية عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء.