في السنوات الأخيرة، أصبحت الساحة الرياضية التونسية مسرحًا لتصريحات نارية من قبل بعض رؤساء الأندية، تصريحات اتسمت غالبًا بالتحريض على الكراهية، والتشكيك المستمر في نزاهة الهياكل المشرفة على الرياضة، من إدارة وفيدرالية وحكام، وحتى الجماهير والفرق المنافسة.
إن الخطاب الذي يتبناه بعض هؤلاء المسؤولين لا يساهم إلا في تأجيج الأجواء الرياضية المتوترة أصلًا، ويدفع في اتجاه مزيد من الانقسامات والعنف اللفظي وأحيانًا الجسدي. فبدل أن تكون الرياضة وسيلة لترسيخ قيم الاحترام والتنافس الشريف، تتحول بفعل هذه التصريحات إلى ساحة لصراعات لا تمت إلى الروح الرياضية بصلة.
الرؤساء مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة طريقة تواصلهم مع وسائل الإعلام والرأي العام. إن النقد البنّاء حق مشروع، لكن الطعن المتكرر في مؤسسات الدولة الرياضية وشيطنة الخصم والتحريض ضد الجماهير، لا يخدم مصلحة الرياضة التونسية بل يسيء إليها داخليًا وخارجيًا.
إنه لمن الضروري أن يتحلى المسؤول الرياضي بالرصانة والحكمة، وأن يضع مصلحة ناديه والرياضة الوطنية فوق كل اعتبار، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والانفعالات اللحظية. كما يتحتم على وسائل الإعلام أن تتحلى بالمسؤولية وألا تساهم في ترويج هذه الخطابات السلبية التي تضر بمستقبل الرياضة في تونس.
ختامًا، إن إصلاح المشهد الرياضي يبدأ من إصلاح الخطاب، ولن تقوم للرياضة قائمة دون التزام الجميع بثقافة الاحترام والروح الرياضية والعمل الجاد من أجل تطوير اللعبة والنهوض بها.