أكد خبراء جيولوجيون أن تركيا تقع بين الصفيحة التكتونية العربية والصفيحة الأوراسية، وهو ما يضعها في منطقة نشطة جيولوجيًا تتعرض لضغط مستمر، مما يجعلها عرضة للزلازل بشكل متكرر. وأشاروا إلى أن الصفيحة الأوراسية تُعد نسبيًا غير قابلة للحركة، وهو ما يزيد من حدة الاصطدام الجيولوجي عند حدود تركيا، ويُفسر تعرض البلاد لعدة زلازل مدمرة خلال السنوات الأخيرة.
مصر خارج الأحزمة الزلزالية العالمية… ولكن
أما فيما يتعلق بتأثر مصر بالزلازل الناتجة عن النشاط التكتوني في تركيا أو غيرها من المناطق المجاورة، فقد طمأن الخبير الجيولوجي بأن مصر تقع ضمن منطقة آمنة نسبيًا، نظرًا لعدم وقوعها على خطوط الأحزمة الزلزالية العالمية الكبرى. ومع ذلك، فإنها تتأثر أحيانًا ببعض الأنشطة الزلزالية المحلية، خاصة في ثلاث مناطق محددة تُعرف بنشاطها الزلزالي النسبي.
نشاط زلزالي ملحوظ في قنا: 44 زلزالًا في فترة الدراسة
أبرز هذه المناطق هي محافظة قنا بصعيد مصر، وتحديدًا على طريق قنا – سفاجا، حيث تم تسجيل نشاط زلزالي ملحوظ. وقد قامت الهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية بتركيب أجهزة مراقبة حول هذه المنطقة لدراسة طبيعة الزلازل فيها. وتبين من خلال المتابعة أن المنطقة تشهد زلازل ضعيفة إلى متوسطة الشدة.
وأوضحت الهيئة أن عدد الزلازل المسجلة بلغ 44 زلزالًا خلال فترة الدراسة، منها 26 زلزالًا بقوة تراوحت بين 1 و2 درجة على مقياس ريختر، و3 زلازل تراوحت قوتها بين 2 و3 درجات، إلى جانب زلزال واحد بلغت قوته 3.5 درجة، بعمق يقدّر بحوالي 5 كيلومترات تحت سطح الأرض.
وعي زلزالي واستعداد علمي
رغم أن مصر لا تُعد من الدول عالية الخطورة زلزاليًا، فإن وجود بؤر محلية نشطة يستدعي استمرار المراقبة العلمية ورفع درجة الوعي المجتمعي، خاصة في المناطق التي أظهرت نشاطًا زلزاليًا. أما تركيا، فتظل في مواجهة مستمرة مع المخاطر الطبيعية نتيجة موقعها الجغرافي، ما يتطلب تطوير البنية التحتية وتعزيز خطط الاستجابة للطوارئ.