في تطور لافت على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، أثار الرئيس الأميركي موجة جدل واسعة إثر انتقاداته الحادة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك عقب تمسّك الأخير بموقفه الرافض بشكل قاطع للتخلي عن شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها منذ عام 2014.
تقدم في المفاوضات رغم التوتر
ورغم التوتر الظاهر في التصريحات، عاد الرئيس الأميركي ليؤكد أن محادثات السلام بين موسكو وكييف تشهد “تقدماً كبيراً”، مشدداً على أن “الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية” في تحديد ملامح أي اتفاق محتمل.
وأشار إلى أن الاجتماعات الجارية حالياً بين الجانبين قد تفضي إلى اتفاق قريب جداً، في وقت تتكثف فيه التحركات الدبلوماسية خلف الكواليس سعياً لإنهاء الصراع الذي دخل عامه الثالث.
خطة سلام أميركية مثيرة للجدل
وفي قلب المداولات، يُطرح مقترح أميركي غير معلن رسمياً، ينص على تنازل كييف عن بعض الأراضي المحتلة بما في ذلك القرم، مقابل:
انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو ضمن ضمانات أمنية موسعة.
تعزيز قدرات الجيش الأوكراني بأسلحة متطورة.
إمكانية نشر قوات أوروبية لحفظ السلام في بعض المناطق.
من جهتها، تبدو روسيا منفتحة مبدئياً على بعض جوانب المقترح، خاصة ما يتعلق بإبعاد كييف عن الصراع المباشر، لكن دون تقديم تنازلات واضحة حول الأراضي التي تعتبرها “ضمّتها شرعياً”.
زيلينسكي بين الضغوط والمبادئ
يرفض الرئيس الأوكراني حتى الآن أي سيناريو يتضمن التخلي عن القرم، معتبراً أن أي اتفاق سلام يجب أن يبدأ بانسحاب روسي كامل من جميع الأراضي الأوكرانية. ويضع ذلك كييف في موقف دقيق، بين ضغوط الحلفاء الغربيين والتزاماتها أمام الشعب الأوكراني.
هل تكتب الأيام القادمة بداية النهاية؟
بين تقاطع المصالح الدولية وتحديات السيادة الوطنية، تقف أوكرانيا عند مفترق طرق حاسم. وإذا صحّت التوقعات الأميركية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق، فقد نكون أمام مرحلة انتقالية تعيد رسم خريطة النفوذ في أوروبا الشرقية، لكن ليس من دون ثمن سياسي قد يكون باهظًا لكييف.