أكّد رئيس الحكومة كمال المدّوري خلال مجلس وزاري مضيّق اليوم الثلاثاء، أهميّة دفع المشاريع المنجزة في إطار مشاريع التّعاون المالي الدّولي وتعزيز الشّراكات والتّعاون متعدّد الأطراف تجسيما لدعوة رئيس الجمهوريّة لوضع سنة 2025 تحت شعار “تعزيز العمل متعددّ الأطراف وتدعيم التّعاون مع منظومة الأمم المتحدة”.
و شدد على ضروة الحرص على تعبئة الموارد المتاحة في هذا الإطار وتنويع الشركاء بهدف تحقيق مختلف الأهداف التّنموية وفقا للأولويّات المرسومة ولثوابت السّيادة الوطنيّة.
وأبرز، حسب بلاغ لرئاسة الحكومة، أنّ تونس تعمل على تحديد القطاعات والبرامج والمشاريع ذات الأولويّة ومتابعة نسب ومؤشّرات إنجاز المشاريع المموّلة في إطار التّعاون المالي الدولي والمتطلبات الفنيّة والترتيبيّة للرّفع من القدرة على استيعاب المشاريع وإنجازها من قبل مختلف الهياكل العموميّة المستفيدة وتجنّب كل تأخير أو تعطيل في التّنفيذ تفاديا للكلفة الإضافيّة التي يمكن أن تنجرّ عن ذلك.
وفي سياق متّصل تباحث مجلس الوزراء في مشاركة تونس في التّظاهرة الكونيّة إكسبو 2025 التي ستقام بمدينة أوساكا-كانساي، باليابان، من 13 أفريل 2025 إلى 13 أكتوبر 2025 تحت شعار ” ابتكار المستقبل لتحسين حياة المجتمعات”
وأبرز رئيس الحكومة بالمناسبة أهميّة التّعريف بالوجهة التّونسيّة في العالم وحسن إعداد المشاركات في التّظاهرات الدّولية والكونيّة والتحضير لها بأفكار ملهمة ومبتكرة تعبّر عن رصيد تونس وإشعاعها العالمي.
وأكد أنّ تونس سخّرت كل الإمكانيّات اللوجستيّة والفنيّة والماليّة لضمان مشاركة متميّزة تنسجم مع شعار الدّورة التي تتنزّل بدورها في إطار تحقيق أهداف التّنمية المستدامة 2030، وتعزّز مكانتها في هذا المحفل الدّولي.
وقدّم وزير الاقتصاد والتخطيط سمير عبد الحفيظ ، عرضا حول حصيلة التّعاون الدّولي والمالي وآفاقه على ضوء آخر المؤشّرات الاقتصاديّة المتّصلة بنسبة انجاز المشاريع الاستثمارية والبرامج قيد التنفيذ.
وبين أن نسبة السحب الجملية للاعتمادات المرصودة شهدت ارتفاعا ملحوظا بلغ 45 بالمائة سنة 2024 مقارنة بـ38 بالمائة سنة 2023، نظرا إلى أهميّة تفعيل الإجراءات الجديدة المضمّنة بالنصوص الصادرة في المجال وأهمّها الأمر عدد 497 لسنة 2024 مؤرخ في 24 أكتوب 2024 المتعلق بضبط الصيغ والإجراءات الخاصة بإنجاز المشاريع العمومية الكبرى و المنشور عدد 27 لسنة 2024 المؤرخ في 7 نوفمبر 2024 ودليل الاجراءات الخاص بإنجاز المشاريع العمومية الكبرى، والتي ساهمت في تسريع إنجاز المشاريع الاستثمارية وارتفاع التمويلات سريعة السحب مع تسجيل نسق أكبر لأعمال متابعة محفظة التمويل مع الهياكل الوطنية.
من جانبه، قدّم وزير التّجارة وتنمية الصّادرات سمير عبيد ، عرضا تضمّن آخر الاستعدادات لمشاركة تونس في التّظاهرة الكونيّة إكسبو 2025، وهي تظاهرة ستجمع قرابة 170 دولة ومنظّمة دوليّة وجمعيّات المجتمع المدني، ومن المتوقّع أن يتوافد عليها حوالي 30 مليون زائر.
وأوضح الوزير أنه قد تمّ الانطلاق منذ سنة 2024 في انجاز الأشغال الأساسيّة واستكمال المسائل التحضيريّة والهيكليّة للمشاركة التّونسية مع انطلاق عدد من الأنشطة الإعلاميّة والتواصليّة مع الجانب الياباني والجهات المنظّمة وتحديد التصوّر التّقني لموضوع المشاركة التونسيّة تحت عنوان “الشّراكة في مجالات التّجديد والعلوم والتكنولوجيا” ، ومسار زوّار الجناح التونسي بحيث يتميز المشروع بالمراوحة بين الحضارة والابتكار مع توظيف التّقنيات المرئيّة الحديثة.
كما تمّ في هذا السياق ، توقيع عدد هام من الاتفاقيّات الاطاريّة مع عدد من الهياكل العموميّة والمنظمات الوطنيّة وإرساء الهيكل التنظيمي للمندوبيّة العامّة لتونس التي ستشرف على كافّة الجوانب اللوجستيّة للإنجاح التّظاهرة، حسب البلاغ.
وأوصى المجلس في ختام أعماله باستكمال اتّخاذ كافة الإجراءات الفنيّة والتنظيميّة اللاّزمة لمشاركة تونس في التّظاهرة الكونية إكسبو 2025 ودعوة الوزارات المعنيّة لمتابعة إنجاز المشاريع المموّلة في إطار برامج التّعاون الدّولي وتجاوز كل الصّعوبات المسجّلة ومزيد إحكام التّنسيق بين كافة الهياكل المتدخّلة، ضمانا لنجاعة هذه المشاريع وجدواها وحسن توظيف الموارد المعبّئة بهذا العنوان في إطار التّعاون المالي الدّولي.
