منذ أن تولى حمدي المدب رئاسة الترجي الرياضي التونسي في عام 2007، شهد النادي تحولًا كبيرًا جعله من أبرز الأندية الإفريقية والعربية. تحت قيادته، حقق الترجي العديد من الألقاب المحلية والقارية، وأصبح رمزًا للتميز الرياضي والإداري. ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه النادي اليوم هو ضمان استمرارية النجاح بعد رحيل المدب، حيث أن مسألة الخلافة ليست مضمونة بعد. لذلك، فإن تعيين حمدي المدب كـ”الأب الروحي” للنادي، على غرار ما حدث مع حمادي بوسبي في النادي الإفريقي، يعد خطوة استراتيجية لتجنب أي انقطاع في الحوكمة وضمان انتقال سلس للسلطة.
إنجازات حمدي المدب: إرث يحتاج إلى الحفاظ عليه
حقق حمدي المدب إنجازات غير مسبوقة خلال فترة رئاسته للترجي، بدءًا من الفوز بدوري أبطال إفريقيا في 2011، مرورًا بالعديد من الألقاب المحلية والقارية، ووصولًا إلى تعزيز الوضع المالي للنادي من خلال شراكات استراتيجية وتنويع مصادر الدخل. هذه الإنجازات جعلت الترجي ناديًا رائدًا على المستوى القاري، ولكنها أيضًا خلقت توقعات كبيرة للمستقبل.
ومع اقتراب المدب من نهاية مسيرته الرئاسية، يبرز سؤال محوري: من سيخلفه؟ وهل ستكون هناك استمرارية في النهج الذي اتبعه، أم أن النادي سيواجه مرحلة من عدم الاستقرار؟ هنا تكمن أهمية تعيين المدب كأب روحي للنادي، ليكون بمثابة الرابط بين الماضي والحاضر والمستقبل.
خطر عدم ضمان الخلافة: ضرورة تجنب الانقطاع في الحوكمة
أحد أكبر المخاطر التي تواجه الترجي الرياضي التونسي هو عدم ضمان الخلافة بشكل سلس. عندما يحين الوقت الذي سيضطر فيه حمدي المدب إلى تسليم الرئاسة، قد يواجه النادي فراغًا قياديًا إذا لم يتم التخطيط لهذه المرحلة بشكل جيد. هذا الفراغ قد يؤدي إلى انقطاع في الحوكمة، مما يؤثر سلبًا على الأداء الرياضي والمالي للنادي.
لذلك، فإن تعيين المدب كأب روحي للنادي، على غرار ما حدث مع حمادي بوسبي في النادي الإفريقي، يمكن أن يكون الحل الأمثل. بوسبي، الذي كان رئيسًا للنادي الإفريقي، تحول لاحقًا إلى دور الأب الروحي، حيث أصبح مرجعية للنادي ومصدرًا للإلهام والتوجيه. هذا الدور سمح للنادي الإفريقي بالحفاظ على استقراره ومواصلة نجاحاته حتى بعد تغيير القيادة.
حمدي المدب: الأب الروحي لضمان الاستمرارية
بتعيين حمدي المدب كأب روحي للترجي، يمكن للنادي أن يضمن انتقالًا سلسًا للسلطة دون انقطاع في الحوكمة. في هذا الدور، يمكن للمدب أن:
- يكون مرجعية للنادي: من خلال تقديم المشورة والتوجيه للإدارة الجديدة، مما يضمن استمرارية النهج الذي أثبت نجاحه.
- الحفاظ على القيم والهوية: كأب روحي، يمكن للمدب أن يضمن أن القيم التي جعلت الترجي ناديًا عظيمًا تظل حاضرة في كل القرارات الإستراتيجية.
- تعزيز الوحدة الداخلية: يمكن أن يكون المدب الرابط بين الأجيال المختلفة من اللاعبين والإداريين، مما يعزز الوحدة والتماسك داخل النادي.
- تجنب الصراعات الداخلية: بوجوده كمرجعية، يمكن للمدب أن يلعب دورًا في تخفيف أي توترات أو صراعات قد تنشأ خلال مرحلة الانتقال.
إعادة الهيكلة: خطوة نحو المستقبل
إلى جانب تعيين المدب كأب روحي، يجب على الترجي أن يتبنى خطة إعادة هيكلة شاملة تشمل:
- تعزيز البنية التحتية: تطوير المرافق التدريبية والاستاد لمواكبة المعايير الدولية.
- تنويع مصادر الدخل: زيادة الاستثمارات في الأنشطة التجارية للنادي، مثل التسويق والتراخيص، لضمان استقرار مالي طويل الأمد.
- تطوير الشباب: تعزيز أكاديمية النادي وخلق برامج تدريبية متطورة لتخريج جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.
- الإدراج في البورصة: تحقيق حلم حمدي المدب بإدراج النادي في البورصة يمكن أن يكون خطوة كبيرة نحو تعزيز الاستقلالية المالية للنادي.
نحو مستقبل مشرق دون انقطاع
حمدي المدب ليس مجرد رئيس نادي، بل هو رمز للنجاح والتفاني. تحت قيادته، أصبح الترجي الرياضي التونسي قوة لا يستهان بها في عالم كرة القدم. ومع ذلك، فإن المستقبل يحمل تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة الخلافة. بتعيين المدب كأب روحي للنادي، يمكن للترجي أن يتجنب أي انقطاع في الحوكمة ويضمن استمرارية النجاح. هذه الخطوة، إلى جانب إعادة الهيكلة الشاملة، ستسمح للترجي بمواصلة كتابة تاريخه المشرق والبقاء منارة للنجاح في إفريقيا والعالم العربي.