قرارات ترامب بشأن غزة: معارضة دولية غير مسبوقة

منذ عودته إلى الساحة السياسية، لا يتوقف دونالد ترامب عن إثارة الجدل، خصوصًا فيما يتعلق بمواقفه المتشددة تجاه الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني. قراراته الأخيرة بشأن غزة أثارت موجة من الغضب والاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، مما دفع المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد سياساته التي يُنظر إليها على أنها تصعيد خطير وغير مسؤول.
موقف متطرف منحاز لإسرائيل
كالعادة، لم يُخفِ ترامب دعمه المطلق لإسرائيل، حيث أيّد بشدة تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، متجاهلًا المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني. بل ذهب إلى حد رفض أي مبادرات لوقف إطلاق النار، مؤكدًا انحيازه الكامل للجانب الإسرائيلي. هذه المواقف تأتي استمرارًا لسياساته السابقة خلال فترة رئاسته الأولى، حينما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وشرعن الاستيطان في الضفة الغربية.
إدانات دولية واسعة
في مواجهة هذه السياسات، خرجت العديد من الدول عن صمتها، حيث أدانت الدول الأوروبية مثل فرنسا وألمانيا تصريحات ترامب، ودعت إلى إنهاء العنف فورًا. كما أبدى الاتحاد الأوروبي موقفًا حازمًا ضد هذه التوجهات، رغم الخلافات الداخلية حول القضية الفلسطينية.
من جانبه، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أي تصعيد جديد للصراع، مؤكدًا على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. كما أعربت العديد من الدول في إفريقيا وأمريكا اللاتينية عن رفضها التام لسياسات ترامب، داعية إلى حل عادل وشامل يستند إلى قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
حراك شعبي عالمي غير مسبوق
لم يقتصر الرفض على المستوى الرسمي، بل امتدت المعارضة إلى الشارع العالمي. فقد شهدت العديد من العواصم الكبرى، مثل لندن وباريس ونيويورك وإسطنبول، تظاهرات حاشدة تندد بسياسات ترامب وتطالب بوقف العدوان على غزة.
على وسائل التواصل الاجتماعي، أطلق النشطاء حملات واسعة تدين الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، كما شارك الفنانون والمثقفون في الدعوة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة ضد الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل.
انعكاسات خطيرة على الدبلوماسية الأمريكية
قرارات ترامب المتطرفة تجاه غزة قد تؤدي إلى عزلة الولايات المتحدة دوليًا، حيث تزداد الانتقادات حول دعمها غير المحدود لإسرائيل على حساب القانون الدولي وحقوق الإنسان.
حتى داخل الولايات المتحدة، بدأت بعض الأصوات المعارضة تظهر، حيث انتقد أعضاء في الكونغرس، مثل بيرني ساندرز وألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، هذه السياسة المتطرفة، داعين إلى نهج أكثر توازنًا يراعي الحقوق الفلسطينية.
ترامب في مواجهة العالم
يبدو أن سياسات ترامب المتشددة بشأن غزة قد وضعت الولايات المتحدة في مواجهة مع المجتمع الدولي، الذي يطالب بعدالة القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال. في ظل هذه المعارضة العالمية الواسعة، يصبح ترامب أكثر عزلة من أي وقت مضى، وقد يدفع ثمن هذه المواقف سياسيًا وتاريخيًا.

Read Previous

فتتاح أشغال منتدى الإقليم الثالث تحت شعار “نحو تعزيز قطب سياحي إقليمي متكامل ومتنوع : سياحة مستدامة وتنمية شاملة”

Read Next

وزير السياحة يستقبل وفدا عن المنظمة العالمية للصحفيين وكتاب السياحة

Most Popular