يواجه حمدي المدب ضغوطًا هائلة بين تطلعات الجماهير، انتقادات وسائل الإعلام، والتحديات المالية المتزايدة. يبدو أن عامل السن والإرهاق قد أثقل كاهله، لكن هناك أيضًا أسباب إدارية تمنعه من مرافقة الفريق في تنقلاته. هذا القيد المزدوج – البدني والإداري – يقلل من تواجده المباشر، مما قد يؤثر على قدرته على إدارة النادي بشكل يومي. ومع ذلك، لا يجب أن تحجب هذه التحديات أهمية دوره الاستراتيجي.
2. أخطاء مكلفة
شهدت السنوات الأخيرة عدة أخطاء إدارية، منها:
– تعاقدات اعتُبرت غير ضرورية أو غير فعالة، حيث لم يقدم اللاعبون المستقدمون المردود المتوقع.
– سياسة شراء مفرطة، حيث كانت النفقات أحيانًا غير مبررة ولم تحقق النتائج المرجوة.
– أخطاء في الحوكمة أثرت على استقرار الجهاز الفني والإداري للنادي.
هذه الأخطاء لا يمكن تجاهلها، لكنها تعكس بشكل أكبر تعقيدات إدارة نادٍ كبير بدلاً من أن تكون دليلًا على عدم كفاءة المدب.
3. رجل قدم الكثير دون حساب
من المهم أن نتذكر أن حمدي المدب ضخ أموالًا ضخمة من ماله الخاص في النادي، مما سمح للترجي بالمنافسة مع أكبر الأندية الأفريقية. لقد ساهمت رؤيته في إبقاء النادي على القمة رغم التحديات الاقتصادية والرياضية. انتقاد استثماره سيكون نكرانًا للجميل تجاه الجهود التي بذلها لإنقاذ الترجي من أزمات كبيرة.
4. حماية حمدي المدب… من نفسه
ومع ذلك، يجب حماية حمدي المدب. الضغوط، الأخطاء المتكررة، والتوقعات غير الواقعية قد تستنزفه أكثر، مما يضر بصحته وصورة النادي. لهذا السبب، يمكن التفكير في تغيير طريقة الحوكمة. دور أقل ظهورًا للمدب مع توزيع المسؤوليات قد يساعد في الحفاظ على مساهمته مع تجنب الإرهاق.
5. حماية الترجي من حمدي المدب**
إذا استمر المدب في اتخاذ القرارات دون إجراء التعديلات اللازمة، فقد تستمر الأخطاء الاستراتيجية في التأثير على النادي. الترجي بحاجة إلى هيكل حديث يضم متخصصين في الإدارة الرياضية، لسد الثغرات التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة. حماية الترجي لا تعني إقصاء المدب، بل إعادة النظر في طريقة الحوكمة لتكون أكثر جماعية واستشرافًا.
استقالة حمدي المدب ليست الحل المثالي. ورغم الأخطاء التي ارتكبها، فإن حبه للترجي واستثماراته تظل مكاسب لا تقدر بثمن. ما يحتاجه النادي فعليًا هو إعادة هيكلة استراتيجية، يلعب فيها المدب دورًا أقل مركزية لكنه يظل مؤثرًا. لا يتعلق الأمر بالاختيار بين الرجل والنادي، بل بإيجاد توازن يضمن ازدهار كليهما.
—