يكشف تقرير حديث صادر عن مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف) عن تحولات ديموغرافية واجتماعية عميقة تعيشها المرأة التونسية.
* انخفاض الخصوبة وتأخر الزواج
يشير التقرير إلى انخفاض ملحوظ في معدل الخصوبة لدى المرأة التونسية منذ عام 2013، الأمر الذي يعزى بالأساس إلى تأخر سن الزواج. فبينما تشهد الفئة العمرية بين 25 و29 سنة أكبر عدد زيجات، إلا أن سن الزواج لدى المرأة يظل أقل من نظيره لدى الرجل. كما تكشف الأرقام عن قبول مجتمعي أكبر بالزواج المبكر للفتيات مقارنة بقبول زواج النساء في سن متأخر.
* تغيرات في أنماط الحياة الصحية
أظهرت الدراسة تباينًا في استخدام وسائل منع الحمل بين الفئات الاجتماعية، حيث ارتفع الاستخدام بين النساء ذوات المستوى التعليمي المنخفض مقارنة بزميلاتهن الحاصلات على شهادات جامعية. كما كشفت الأرقام عن ارتفاع نسبة الولادات التي تتم في المستشفيات مقارنة بالعيادات الخاصة، مع تسجيل ارتفاع في حالات الوفاة الناتجة عن أمراض مزمنة مثل السكري والأورام.
* العنف ضد المرأة
يشكل العنف ضد المرأة تحديًا كبيرًا في تونس، حيث يظهر أن العنف النفسي هو الشكل الأكثر انتشارًا، يليه العنف اللفظي والجنسي والاقتصادي والجسدي. وتشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من النساء يتعرضن للعنف في الوسط الزوجي والعائلي.
* تحليل الأسباب والعواقب
يمكن تفسير هذه التحولات الديموغرافية والاجتماعية بعدة عوامل، من بينها التغيرات في أنماط الحياة، والتحولات الاقتصادية، والتطور في مجال التعليم، بالإضافة إلى التغيرات الثقافية والقيم المجتمعية.
هذه التحولات لها آثار عميقة على المستوى الفردي والمجتمعي، حيث تؤثر على التكوين الديموغرافي، وتضع ضغوطًا على النظام الصحي والاجتماعي، وتعرقل تحقيق المساواة بين الجنسين.
بلال بوعلي
