العودة المدرسية في القصرين بين الحلم الثقيل والواقع المرير

تحولت العودة المدرسية، التي كانت يوماً ما عيداً يحتفل به التلاميذ وأولياؤهم، إلى عبء يثقل كاهل الأسر التونسية، لاسيما في ولاية القصرين.
فبدلاً من أن تكون بداية فصل جديد من التعلم والاكتشاف، أصبحت هذه العودة مرادفة للتحديات المادية التي تواجه التلاميذ وأولياؤهم.

 

* تكاليف باهظة وأسواق موازية
أولى هذه التحديات هي التكاليف الباهظة التي ترافق شراء اللوازم المدرسية. يشكو العديد من الأولياء من ارتفاع أسعار الكتب والدفاتر والأقلام، وغيرها من المستلزمات، مما يجبرهم على اللجوء إلى الأسواق الموازية والسلع المهربة بحثاً عن أسعار أقل. يعتبر هذا الحل مؤقتاً وغير آمن، حيث لا تضمن هذه المنتجات الجودة والكفاءة اللازمتين كما يمكن أن تكون هذه الأدوات مضرة بالصحة.

 

* اكتظاظ في الأقسام وبنية تحتية متردية
إلى جانب التكاليف المرتفعة، يعاني التلامذ من الاكتظاظ في الأقسام، مما يؤثر سلباً على جودة التعليم ويهدد بانتشار الأمراض. كما تعاني العديد من المدارس في القصرين من نقص في البنية التحتية، حيث تتسرب المياه من الأسقف وتتآكل الجدران، مما يخلق بيئة تعليمية غير صحية وغير محفزة.

 

* تأثير نفسي واجتماعي
لا تقتصر آثار هذه التحديات على الجانب المادي، بل تمتد إلى الجانب النفسي والاجتماعي. يشعر التلاميذ بالضغط والقلق بسبب الكم الهائل من الواجبات المنزلية، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة بينهم. كما أن الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين التلاميذ تزيد من حدة هذه المشكلة، حيث يشعر التلاميذ الذين لا يملكون أحدث الأجهزة التكنولوجية أو الأدوات التعليمية بالنقص والإحباط، مما يؤثر سلبا على نتائجهم إزاء بقية زملائهم!

 

* أصوات المعلمين والنقابة
يشاطر المعلمون أولياء الأمور مخاوفهم بشأن الوضع التعليمي في القصرين. فهم يعملون في ظل ظروف صعبة، ويعانون من نقص الموارد والتجهيزات. كما يشدد النقابيون على ضرورة التدخل العاجل من قبل السلطات المعنية لحل هذه المشاكل، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة لجميع التلاميذ.
بلال بوعلي

Read Previous

بلائحة اتهام غير معلنة.. القبض على ”بي ديدي” في نيويورك

Read Next

الهند أكبر المستفيدين من حرب الشرق الأوسط.. كيف ذلك ؟

Most Popular