الصين تهدد قوى امريكا في صناعة الالكترونيات

 

لم يكن صعود الصين كقوة عالمية في صناعة الإلكترونيات مجرد مصادفة، وإنما كان نتيجة جهد إستراتيجي ومقصود ومدعوم بقوة من الحكومة الصينية للسيطرة على القطاعات التكنولوجية الحيوية في إطار المبادرة التي عرفت بشعار “صنع في الصين 2025”.
وكانت ضخّت الحكومة الصينية دعما بمليارات الدولارات في الشركات التي تنتج كل شيء من الهواتف الذكية حتى شاشات العرض الرقمية، وسمح هذا الدعم للشركات الصينية بزيادة حصتها السوقية في سوق شاشات عرض البلور السائل (إل سي دي) بشدة من 13% في عام 2016 إلى 45% في عام 2023.
وفي سوق شاشات العرض الرقمية التي تشمل كل شيء من أجهزة التلفاز إلى شاشات أجهزة الحواسيب والهواتف الذكية وإلى المعدات العسكرية، حققت الشركات الصينية تقدما كبيرا؛ فشركات مثل “بي أو إي تكنولوجي” و”تي سي إل” أصبحت أسماء بارزة وتورّد إنتاجها إلى العديد من الشركات العالمية التي تحتاج إلى هذه المكونات الحيوية في صناعة أجهزتها، ومن ثم أصبحت هذه السوق تعتمد بشدة على القدرات التصنيعية للصين.
تداعيات اقتصادية واضحة
ويقول كبير نواب رئيس إدارة الأمن الداخلي والتكنولوجيا في شركة “أميركان غلوبال ستراتيجيز” للاستشارات -التي أسسها مستشار الأمن القومي الأميركي سابقا روبرت أوبرين وكبير موظفي مجلس الأمن القومي ألكس غراي- إن التداعيات الاقتصادية للسيطرة الصينية على صناعة الإلكترونيات واضحة؛ فمن خلال الدعم الكثيف تشوّه الصين السوق العالمية وتجعل من شبه المستحيل على شركات دول مثل اليابان و كوريا الجنوبية والولايات المتحدة منافسة الشركات الصينية بصورة عادلة
وأضاف أنهم شاهدوا ذلك بالفعل حيث تكافح الشركات الأميركية والغربية الأخرى لمواجهة الأسعار المنخفضة التي تقدمها الشركات الصينية وقد أدى ذلك إلى تراجع التصنيع المحلي وفقدان الوظائف في الولايات المتحدة.
وهذا التدهور لصناعة الإلكترونيات المحلية يضعف المرونة الاقتصادية للولايات المتحدة وحلفائها ككل بينما يزيد الاعتماد غير الصحي على الإمدادات الصينية.
وفي حين أن التداعيات الاقتصادية حادة، فإن التداعيات على الأمن القومي أكثر خطورة؛ فالاعتماد على الشاشات الرقمية وغيرها من المكونات الإلكترونية الصينية الصنع يخلق كثيرا من نقاط الضعف في منظومة الأمن القومي الأميركي، وفق كافاناو
وثمة أوجه شبه كبيرة بين تصنيع الشاشات وتصنيع أشباه الموصلات تعطي الصين فرصة لاستغلال خبراتها في صناعة الشاشات لتحقيق طموحاتها في مجال أشباه الموصلات.
ويقول خبراء الصناعة إن نسبة التشابه بين الشاشات وأشباه الموصلات في عمليات التصنيع تبلغ نحو 70%، وهذا يمكن أن يتيح للصين تحقيق تقدم متسارع في تكنولوجيا أشباه الموصلات وتجاوز بعض الحدود والحواجز التي تعرقل تقليديا تقدمها في هذا المجال

Read Previous

تحذير: اضطرابات جوية متوقعة..

Read Next

التحالف النسائي من اجل سياحة مستدامة

Most Popular