يُعد الاقتصاد الدائري نموذجًا للإنتاج والاستهلاك يتضمن مشاركة وإعادة استخدام وإصلاح وتجديد وإعادة تدوير المنتجات والمواد الموجودة، وذلك بهدف الحفاظ على قيمتها لأطول فترة ممكنة. وبهذه الطريقة يتم توسيع دورة حياة المنتجات لتقليل استخدام المواد الخام وإنتاج النفايات.
فوائد الاقتصاد الدائري
أثبتت قدرة نموذج الاقتصاد الدائري على تحسين ربحية الشركات في البلدان المتقدمة والصناعية، والتي استنفدت هامش تحسين سلاسل القيمة الخطية. كما قامت البلدان النامية، التي لديها إمكانات كبيرة للتنمية في النموذج الخطي، بدورها بدمج النموذج الدائري.
يجب على الجهات الفاعلة أيضًا إظهار قدرة حقيقية على الابتكار في الأعمال التجارية، لخلق نهج جديد للسوق.
في هذا السياق، أوضحت لنا السيدة حبيبة نصراوي بن المراد، دكتورة و باحثة في العلوم الاقتصادية، أهمية هذا الموضوع: “في الواقع، الاقتصاد الدائري هو رؤية منهجية للاقتصاد، ويصمم سلسلة القيمة بأكملها بشكل مختلف”.
تثمين المواد
على عكس الاقتصاد الخطي التقليدي، يُفضل الاقتصاد الدائري العمليات الإنتاجية المستدامة والصديقة للبيئة.
يهدف هذا النموذج الاقتصادي إلى الحد من تأثير الأنشطة البشرية على البيئة وبالتالي البصمة البيئية.
يعزز هذا النموذج استدامة المنتج المصنوع عن طريق تحسين إدارة الموارد.
لتحقيق هذه الأهداف يعتمد الاقتصاد الدائري على نموذج يهدف إلى تثمين المواد الخام والطاقة طوال دورة حياة المنتج في منطق دائري حتى التخلص النهائي منه.
النمو الاقتصادي والوظائف
تؤكد الدكتورة بن مراد أن الاقتصاد الدائري يعزز النمو الاقتصادي، حيث ستنشأ أنشطة جديدة من نموذج التصنيع الدائري.
– فرص عمل جديدة:
-
تخلق إعادة تدوير المواد المتبقية أنشطة جديدة، وسلاسل قيمة جديدة تتطلب مهارات محددة للغاية من الكفاءات والقوى العاملة.
-
يعزز الاقتصاد الدائري إنشاء منتجات مستدامة مبنية على عمليات تصنيع جديدة، وبالتالي على التصميم البيئي، مما يؤدي إلى توفير الطاقة.
-
أكثر من 80٪ من التأثير البيئي للمنتج يتم تحديده في مرحلة التصميم.