أزمة مائية عالمية و تركيا تعد العدة للتجارة في المياه

كما يقولون، مصائب قوم عند قوم فوائد..
بينما تتجه عدة دول نحو إعلان الجفاف، ها هي تركيا تستغل الفرصة و تبحث عن طرق و سياسات جديدة لجعل المياه سلعة تباع لا محليا فقط و انما دوليا و على نطاق واسع.. فهل تصبح المياه السلعة الأغلى و الأثمن في قادم السنوات؟
* تونس
لم تتجاوز نسبة امتلاء السدود 27% في جانفي 2024، و هو ما زاد في حدة نتائج  تعاقب سنوات الجفاف في السنوات الخمسة الأخيرة.
و من هنا بدأت الحكومة تفكر بشكل فعلي في تغيير سلوكيات المواطنين نحو ترشيد استهلاك الماء.
* إيران
شهدت إيران انخفاضا في هطول الأمطار بنسبة 51% مقارنة بالعام الماضي، و هو ما أدى إلى تراجع المخزون المائي في سدود طهران، و بذلك أصبح خطر العطش وانعدام الأمن الغذائي يهدد سكان العاصمة.
* الأردن
يفضل المواطنون شرب المياه المعبأة على الرغم من صلاحية مياه الشرب، فعكورة مياه الشرب تدفع الأردنيين إلى شراء المياه المعبأة.
كل هذه المستجدات و التحولات العالمية جعلت تركيا تسعى لوضع سياسات تحول من خلالها المياه إلى سلعة دولية، و أدى بناء سد الفرات إلى التفكير في تحويل المياه لسلعة ثمينة، على غرار ما كان معمولا به بين تركيا و العراق (الماء مقابل النفط)، و كذلك أنبوب السلام الذي اعتزمت تركيا في فترة ما ضخ 50 مليون طن سنويا من المياه إلى تل أبيب.
ما هو مؤكد هو أن أزمة المياه العالمية ستؤدي إلى تغييرات جذرية في طريقة تقييمنا و استخدامنا للمياه، و ربما تصبح المياه هي الثروة الأغلى و الأهم في المستقبل القريب.
مع تفاقم أزمة المياه العالمية، تبرز تركيا كلاعب رئيسي في سوق المياه الناشئ.
فهل ستتمكن تركيا من تحويل المياه إلى سلعة ثمينة؟
وهل ستصبح المياه السلعة الأغلى و الأثمن في قادم السنوات؟

 

بلال بوعلي

Read Previous

التجسس الإلكتروني.. الصين في قفص الإتهام

Read Next

منتدى الشراكة التونسي التركي نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية

Most Popular