اشتدّت الحرب الروسية الأوكرانية، في جميع الجبهات على مدار الساعات الماضية، حيث شنّت موسكو هجوما مكثّفا بالمسيّرات على العاصمة الأوكرانية، بعد أن شنّت الأخيرة هجوما على بحر آزوف ومحيط القرم.
أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط هجوم كبير بطائرات مسيّرة أوكرانية فوق عددٍ من المقاطعات الروسية، وذكرت الوزارة أنّها أسقطت ما لا يقل عن 20 طائرةً من دون طيار فوق المناطق الروسية، بما في ذلك موسكو.
في سياق متّصل، قال رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، مطلع الأسبوع الجاري، إن هجوما بحريا بطائرات مسيّرة أوكرانية على جسر القرم الروسي في يوليو، “عرقل” العمليات البحرية، وأجبر موسكو على اللجوء إلى العبّارات لنقل الأسلحة.كثافة الهجمات بالمسيّرات الأوكرانية على القرم وآزوف ومناطق روسية بينها موسكو، أمر يستدعي الاهتمام، كونه يتزامن مع هدنة في غزة قد تخدم أهداف أوكرانيا فيما يتعلّق بمنظومة الدعم الغربي الذي تأثّر منذ 7 أكتوبر الماضي.
تحدَّث مُتخصِّصان، أحدهما روسي لموقع “سكاي نيوز عربية”، بشأن أهداف أوكرانيا من تكثيف الهجمات العسكرية على القرم ومحور آزوف.
هدنة غزة.. فرصة مثالية لأوكرانيا
يقول الباحث الروسي مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، آصف ملحم، إن “القيادة في أوكرانيا باتت على يقينٍ أن هذه الأيام الخاصّة بالهدنة هي فرصتها المثالية بعدما أخذت وسائل الإعلام الغربية ما قد يطلق عليه (استراحة محارب) مِن تغطية واهتمام بحرب غزة التي أكلت الاهتمام الإعلامي العالمي المسموع والمرئي والمكتوب لأسابيع، وبالتالي، تمارس كييف محاولة للفت انتباه شركائها الغربيين”.
وأضاف ملحم، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في الصيف الماضي، كان هناك سيْل من التقارير والتغطيات والمتابعات الإعلامية الأوروبية والأميركية والدولية بشأن حرب أوكرانيا، وبالتالي كان هذا مكسبا قويا لكييف في معركتها ضد موسكو، وأكسبها اهتماما سياسيا وفرصا أفضل في تلقّي الدعم ومواعيد تسليم الأسلحة والذخائر ونوعياتها”.
واعتبر ملحم أن رفع مستوى الهجمات الأوكرانية تجاه روسيا، يتزامن مع قرب الانتخابات الرئاسية الأميركية والأوكرانية، وهي فترة حرجة تتطلّب قدرة كبيرة على المواجهة، ولن تتأتى إلا بحزم الدعم.
وأضاف ملحم:
تسعى كييف إلى تفكيك حالة شبه الجمود التي حدثت لدى صنّاع القرار في الدوائر السياسية الغربية بشأن قضية أوكرانيا.
هناك رسالة تريد أن تبثّها أوكرانيا للعالم، مفادها أنها لا تزال تعمل عسكريا وبقوة على الأرض ولم تستسلم.
تستهدف كييف منطقة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014 بانتظام، باعتبارها تشكّل القاعدة الخلفية للأسطول الروسي في البحر الأسود وطريق إمدادات للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا وشرقها.