هل استغل الغرب أوكرانيا لتجربة أسلحته الحديثة في معارك حقيقية؟

يبدو أن المساعدات التي قدمتها الدول الغربية لأوكرانيا لم تكن بريئة كما يعتقد الكثيرون.

فنشر معدات بقيمة مليارات الدولارات في حرب برية كبرى، أعطى المُصنِّعين والجيوشَ فرصة فريدة لتحليل أداء الأسلحة في ساحة المعركة، ومعرفة أفضل السبل لاستخدامها.

من أهم الدروس التي استفاد منها الغرب في ساحة الحرب الأوكرانية أهمية القدرة على إجراء إصلاحات في ساحة المعركة، وقد تطورت هذه الخاصية بشكل رهيب، فالسلاح الذي كان يحتاج عدة أشهر لإصلاحه، أصبح قادرا على العودة للمعركة خلال بضعة أسابيع فقط، و هذا من شأنه أن يحافظ على قوة و تماسك الجيش و استمراره في القتال لأطول مدة ممكنة.

تمكنت الشركات المصنعة للأسلحة من تحقيق أرباح مهولة، بل و اكتساب شهرة واسعة بفضل نجاعة أسلحتها التي نجحت في تحقيق ما صنعت من أجله، إذ تمكن هؤلاء المصنعون من رفع مبيعات أسلحتهم حول العالم مستدلين على كفاءتها بما قدمته على أرض المعركة في أوكرانيا ضد السلاح الروسي.

إذن يبدو أن الجانب التجاري و الربحي يطغى على المساعدات الغربية الموجهة نحو أوكرانيا، إذ أنه و لوهلة اعتقد الكثيرون أن الغرب تجند لمساعدة أوكرانيا نصرة لها و دفاعا عن قضية إنسانية، و لكن الواقع أثبت عكس ذلك تماما، بدليل أن الدول الغربية أخذت في الإنسحاب دولة تلو الأخرى، أما البقية فقد انخفض نسق مساعداتها كثيرا.

روسيا بدورها اختبرت الكثير من الأسلحة الجديدة التي لم يسبق و أن استخدمتها سوى في التدريبات و التجارب البسيطة، و هو ما ساعد الروس في مزيد السيطرة على سوق الأسلحة، حتى أن نسق البيع ارتفع بشكل كبير عن السابق.

 

بلال بوعلي 

Read Previous

اتحاد الصناعة والتجارة التونسي وكازاخستان يبحثان تعزيز التعاون في مجال الحبوب

Read Next

ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية يكبد اليابان خسائرا فادحة

Most Popular