أصبح واضحا للعيان أن ما يحدث في النيجر صورة حرب طرفاها دول غربية ومايسمى حلف الأطلسي بقيادة فرنسا و دول الشرق الصين وروسيا
وكانت الصين سباقة على روسيا معتمدة على مقاربة اقتصادية بحتة زعزعت عرش فرنسا في سوق الكوبالت – الذي يوصف بأنه “الذهب الأزرق”، ويتميز بصلابته واستقراره ومقاومته للتآكل، وخصائصه المقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة ويعد مكوّنًا رئيسًا في تصنيع البطاريات القابلة للشحن -وعديد الأسواق الأخرى بينما اعتمدت روسيا على مقاربة أمنية انطلقت بانقلاب مالي وزحزحة القوى الفرنسية ثم تحولت لبوركينا فاسو و الان بصامتها جلية في ما يحدث في النيجر
وتجدر الإشارة أنه بتاريخ 3 مارس 2023 أعلنت بوركينا فاسو وقف العمل بـ «اتفاق المساعدة العسكرية” الموقع عام 1961 مع فرنسا لتنهي بذلك وجود قاعدة عسكرية فرنسية وكتيبة مكونة من قرابة 400 جندي من القوات الخاصة الفرنسية بتعلة حماية بوركينا فاسو من التطرف والإرهاب وتفسح المجال أمام القوات الشرقية الروسية.
في سياق متصل كشف مقطع فيديو تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من السيارات، في موكب مجهول تحمل أعلام روسيا تجوب شوارع الخرطوم.
ولئن اختلفت المصالح السياسية الروسية الصينية و اختلفت التكتيكات في التموقع في إفريقيا فإن المصالح الاقتصادية تجمعهم فزعزعة التواجد الغربي في المنطقة يفتح الباب أمامهم للإستئثار بحوالي 30% من احتياطيات المعادن في العالم، و 8% من الغاز الطبيعي و13 % من احتياطيات النفط عالميا، فضلا عن معدن الذهب بنسبة تقترب من النصف على مستوى العالم وما يصل إلى 90% من البلاتين النادر وأكبر احتياطيات من الماس واليورانيوم والكوبالت.
أما في الضفة المقابلة لا زالت فرنسا ترزح تحت مخلفات كورونا التي أجبرتها على مواصلة العمل بالطاقة النووية وإعادة تشغيل مراكز كان من المقرر إيقافها عن العمل مما يجعلها في حاجة للتزود من النيجر أو الاتجاه نحو الأسواق الصينية في مقابل مجهول
وكان وزير المالية الفرنسي برونو لو مير دعى خلال زيارة أداها إلى الصين لتعاون إقتصادي كبير بين البلدين لافتا أن بلاده “ستنظر في ما هو ضمن نطاق السيادة وما ليس ضمنه”.
لكن السؤال يبقى مطروحا هل تتجه فرنسا نحو قواتها العسكرية في النيجر لإيقاف الزحف الروسي أم أنها ستقوم بحرب بالوكالة ممثلة في عصابات إرهابية وتجار المخدرات والبشر؟
سندس الحناشي