شكرا محمد بن سلمان

يبدو أن صفتي التعاون و التآزر تسيطران مؤخرا على العلاقات بين المملكة العربية السعودية و الجمهورية التونسية، و لطالما كان الشعبان الشقيقان في تفاهم و تناغم كبير، و هو الأمر الذي نفتقده في هذا الزمن حتى على مستوى الدول اللصيقة ترابيا!

 

* بن سلمان يدعم تونس ماليا لحلحلة الأزمة الإقتصادية

قدم الجانب السعودي مؤخرا قرضا ومنحة لتونس بـ500 مليون دولار، إذ تحصلنا على قرض ميسر بقيمة 400 مليون دولار – حوالي 1200 مليون دينار – ومنحة بقيمة 100 مليون دولار – حوالي 300 مليون دينار – لدعم ميزانية الدولة، و تأتي هذه الخطوة لدعم الاقتصاد التونسي، هذا و لن يتوقف دعم بن سلمان عند هذا الحد، و إنما تعتزم المملكة ضخ الأموال في العديد من القطاعات بالبلاد التونسية على غرار المجالات الطاقية و الصحية و الزراعية…

تهدف المملكة من خلال هذا الدعم إلى التأكيد على عمق العلاقات التي تجمع بين البلدين الشقيقين.

يأتي هذا الدعم الهام بأمر مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود و الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، و هو ما يؤكد على عمق و متانة علاقات الأخوة التي تربط قيادتي البلدين الشقيقين، و استمرارًا لجهود المملكة العربية السعودية الحثيثة و دورها الريادي في مساندة الدول العربية و الإسلامية تنمويًا واقتصاديًا، إذ دائما ما كانت المملكة حاضرة لمساعدة و مؤازرة كل بلد عربي يمر بضائقة و مآزق مالية.

 

* بن سلمان يرسم وجها جديدا للسعودية

ساهم هذا الرجل القوي في تغيير ملامح المملكة العربية السعودية، و ذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات الثورية، على غرار إلغاء الشرطة الدينية، وتحرير المرأة، وانفتاح البلاد على الترفيه والسياحة…

هذا و أحدث بن سلمان ثورة تاريخية على مستوى المناهج التعليمية في المملكة، إذ أصبح هناك توجه أكبر نحو اللغات و العلوم و التكنولوجيا، و هو ما قد يساهم مستقبلا في خلق جيل قادر على التصنيع و التطوير و الإبتكار، و بالتالي مقارعة كبرى دول العالم في شتى هذه المجالات التي تكاد تكون في الوقت الحاضر حكرا على الغرب دون غيره.

إنجازات بن سلمان عديدة و عتيدة، إذ حرص هذا الرجل بكل ما أوتي من قوة و سلطة على تحرير المرأة، و محاربة الفساد، بل إنه تجرأ و أعطى استقلالية كبيرة للقرار السعودي، فاليوم لم تعد المملكة تلك البلاد الضعيفة و الساذجة و المتموقعة على هامش خريطة المعمورة، و إنما أصبحت ذات وزن و سيادة و قرار على المستوى العالمي، و الكل يقيم لها ألف حساب.

 

* توحيد الدول الخليجية

ساهم خادم الحرمين الشريفين في لم شمل الدول الخليجية و توحيدها، فمن خلال زياراته المتعددة لدول الخليج نجح أخيرا في جعلها متوافقة و متضامنة فيما بينها.

فشلت دول الخليج سابقا في تحقيق التكامل السياسي فيما بينها، لذلك نجدها اليوم بقيادة بن سلمان تسعى لتحقيق التكامل الإقتصادي، خاصة و أن العالم يمر بتغيرات جد عميقة لا يمكن للدول منفردة أن تمتلك فيه قوة القرار و الإستقلالية الكاملة، و لعل هذا ما نمّى في نفسِ بن سلمان و كل الخليجيين فكرة تقوية علاقات الجوار من أجل مواجهة القوى الكلاسيكية التي سيطرت و لا تزال تسيطر على العالم، و هذا ما جعله يضع الأخوة الخليجية في مقدمة اهتماماته ليصنع منها قوة موحدة و متراصة قادرة على الوقوف في وجه أقوى و أكبر التكتلات الدولية.

 

الأجواء اليوم في الخليج أصبحت مُطَمئِنَة، من خلال ما نلمسه بين هذه البلدان من تعاون و تضامن عربي، و هنا يتأكد لدينا جليا بأن ملك السعودية نجح أخيرا في تغيير منطقة الخليج قاطبة، فكونه إنسانا متفتحا و منفتحا و متنورا ذهنيا و ثقافيا سمح له بالتميز و النجاح و الإشعاع لا خليجيا فقط و إنما عالميا، و هذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن قادم السنوات ستشهد ضرورة على ولادة قوة عالمية جديدة سَيُحسَبُ لها ألف حساب.

 

بلال بوعلي

Read Previous

محسن بن ساسي :يكشف تفاصيل الصولد الصيفي ويدعو التجار للانخراط

Read Next

كريم العواضي : أو ابن بطوطة الكرة التونسية الذي  أحبّه الجميع في 11 محطّة رياضية في حياته

Most Popular