نشر موقع ” سكاي نيوز – عربية ” قصّة للبطلة المغربية الملاكمة خديجة المرضي التي توجّت سنوات طويلة من الجهد والعطاء والتنافس وتحدي الصعاب بذهبية بطولة العالم للملاكمة كأول عربية وإفريقية تحقق هذا الإنجاز غير المسبوق.
وحصلت المرضي على هذا اللقب عقب فوزها على الكازاخستانية ” لازات كونغيباييفا ” في المباراة النهائية من بطولة العالم لوزن ما فوق 81 كلغ التي أقيمت بالعاصمة الهندية نيودلهي.
فمن هي خديجة المرضي؟ وكيف استطاعت تحقيق هذا الإنجاز التاريخي؟ وما هي الألقاب التي حصلت عليها قبل بطولة العالم؟
* بداية مسيرتها الرياضية
نشأت البطلة خديجة المرضي (32 عاما) وسط عائلة رياضية وحرصت على التدريب على الملاكمة بهدف الدفاع وتعزيز الثقة بالنفس قبل أن تكتشف قدراتها العالية في هذا المجال الرياضي.
تقول خديجة المرضي إنها انطلقت في ممارسة رياضة الملاكمة في سن 16 عاما حيث كان الدافع الأساسي آنذاك هو تعلم مهارات للدفاع عن النفس وحماية نفسها من أي هجوم ممكن أن تتعرض له.
وتضيف خديجة أن والدتها كانت أكبر مساند وداعم لها من أجل ممارسة رياضة الملاكمة من خلال تشجيعها على التدريب وتوفير جميع الظروف الملائمة لخوض المنافسات.
* وفاة والدتها بين الجمهور
وقد خلفت وفاة والدة خديجة وهي تشجعها من المدرجات في إحدى مباريات كأس محمد السادس بمدينة مراكش عام 2014 صدمة وحزنا عميقين بداخلها سرعان ما تحولا إلى شجاعة وإصرار على تحقيق حلم أمها واعتلاء منصة التتويج.
ورغم الحدث الأليم فقد شكل قرارها بعدم الانسحاب من تلك البطولة وخوض جميع النزلات والفوز بالميدالية الذهبية محط إشادة واسعة من جمهورها ومنظمي البطولة.
تقول المرضي بتأثر إن روح والدتها التي توفيت بسكتة قلبية تحضر معها في كل المنافسات وشكلت دوما حافزا قويا من أجل الفوز في جميع المقابلات التي تخوضها.
وتؤكد خديجة أن الإنجاز الذي حققته كأول بطلة عربية وإفريقية تنال الميدالية الذهبية في بطولة العالم هو تحقيق لحلم والدتها ودافع للحصول على المزيد من الألقاب العالمية الأخرى.
* الأم البطلة
وإلى جانب كونها بطلة عالمية في رياضة الملاكمة فإن خديجة أم لـ 3 بنات تبلغ أصغرهن من العمر سنة ونصف السنة حيث تحاول الموازنة بين مسارها الرياضي ومسؤولياتها الأسرية.
تعتبر خديجة المرضي أن خلق نوع من التوازن بين ممارسة الملاكمة ولعب دورها كأم لثلاث بنات ليس بالأمر الهين . غير أن دعم ومساندة زوجها وعائلتها يساعدانها على تجاوز جميع العراقيل التي يمكن أن تقف عائقا أمام تحقيق أهدافها.
وتؤكد المرضي أن من أبرز الصعاب التي واجهتها خلال مسارها هو العمل على استرجاع لياقتها البدنية والعودة إلى الحلبة بعد العملية القيصرية التي خضعت لها أثناء إنجاب ابنتها الثالثة.
ورغم عدم قدرتها على المشاركة في الألعاب الأولمبية لدورة طوكيو 2020 بسبب العملية القيصرية فإن ذلك لم يكن عائقا أمام المرضي لمواصلة التدريبات الشاقة حتى انتزعت ذهبية بطولة العالم 2023.
* إنجاز تاريخي
وقد حظي إنجاز خديجة المرضي التاريخي بحصولها على أواخر مارس المنصرم بإشادة واسعة داخل المغرب.
وناللت المرضي برقية تهنئة من العاهل المغربي الملك محمد السادس للإشادة بما بذلته من جهود حثيثة لتحقيق هذا الإنجاز العالمي بكل جدارة واستحقاق مجسدة بذلك الحضور المتألق للرياضة النسائية المغربية قاريا ودوليا.
وتعتبر الملاكمة المغربية أن بلوغ المركز الأول في بطولة العالم كان ثمرة سنوات من التعب والمثابرة وخطوة إلى الأمام من أجل العبور إلى محطة نجاح أخرى وهي الألعاب الأولمبية باريس 2024 القادمة.
* ألقاب قارية ودولية
وقد سبق هذا الإنجاز التاريخي الذي حققته المرضي في نيودلهي حصول خديجة على عدد من الألقاب من بينها:
– الميدالية الذهبية في الألعاب الإفريقية الرباط 2019
– الميدالية البرونزية في بطولة العالم في روسيا سنة 2019
– الميدالية الفضية في بطولة العالم دورة إسطنبول 2022
– الميدالية الذهبية في بطولة إفريقيا دورة مابوتو