بقطع النظر عن لنتيجة وعن ترشّح منتخبا المستحق إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم ” كوت ديفوار 2024 ” فإن هناك نقطة مهمّة جدّا أثارت جدلا كبيرا ليلة البارحة بالخصوص. فقد تساءل الكثير من التونسيين الذين تابعوا اللقاء عبر شاشة التلفزة لماذا لم يقم الحكم المصري بإيقاف اللقاء خاصة بعد أن تهاطلت قوارير الماء على الميدان وجعلت مواصلة اللعب أحيانا صعبة إن لم نقل مستحيلة؟.
وقد اختلف الناس في أمرين وهما ضرورة أن يطبّق الحكم القانون ويقوم في مرة أولى بالتنبيه على قائد الفريق الليبي ويطلب منه أن يطلب من الجمهور الكفّ عن رمي المقذوفات ثم يمكن له أن يوقف اللقاء إذا لم يحصل ذلك وبين من يرى أن الحكم أحسن فعلا عندما تغاضى عن تطبيق القانون فأوصل اللقاء إلى برّ الأمان بأية صفة كانت.
وأنا شخصيّا أرى أن الحكم ( وبقطع النظر عن مردوده الذي اتسم بالكثير من الأخطاء ) قد أحسن صنعا عندما لم يقم بإيقاف اللقاء. فلو أنه فعل ذلك ( حسب رأيي المتواضع دائما ) فلا أحد يضمن ردّة فعل تلك الجماهير الغاضبة من الهزيمة ومن تقلّص حظوظ منتخبها في الترشح بدرجة كبيرة جدّا.وربّما كانت تحدث كارثة لا قدّر الله لو أن الحكم قام بإيقاف اللقاء. وهذا يعني بكلّ وضوح أن الحكم كان فطنا وذكيّا وملمّا بما يدور بالملعب ومحيط الملعب . وقد تصرّف على ذاك الأساس واجتهد وأظنّ أنه قد أصاب بالرغم من أن ” الكاف ” يمكن أن يعاقبه بدعوى أنه لم يقم بتطبيق القانون.
طارق المالكي