بقطع النظر عن نتيجة اللقاء الذي جمع ليلة أمس منتخبنا الوطني لكرة القدم والمنتخب الليبي الشقيق ( 3 – 0 ) فإن بعض الملاحظات بقيت عالقة في الأذهان سنحاول استحضارها في هذه المساحة من باب ذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
– قبل كل شيء هناك سؤال أزلي وتاريخي ما زالت أبحث له عن إجابة منذ عقود وهو : لماذا نكتفي غالبا بتسجيل نسبة قليلة من الأهداف عندما تتاح لنا فرص غزيرة لنفوز بنتيجة 9 أهداف أو 10 أو حتى أكثر ؟.
– ثاني ملاحظة وهي تسعد أحباء المنتخب طبعا أن اللاعب حنّبعل المجبري بدأ ينضج وبدأ يعي أن بعض التصرفات الزائدة لا معنى لها عل الميدان إذ لا يفيد إلا المردود الجيّد لأي لاعب في أيّة منظومة لعب. وقد برهن في لقاء الأمس على أنه سيصبح صاحب دور كبير في وسط ميدان المنتخب شريطة أن يلتزم بأصول اللعب الجماعي وتوظيف المهارات الفردية في خدمة المجموعة.
– ثالث ملاحظة تخص اللاعب سيف الدين الجزيري الذي كان باستطاعته ليلة أمس الخروج برباعية كاملة على الأقل في شباك المنتخب الليبي لكنّه أضاع ما لا يقلّ عن 6 فرص لا يمكن أن يضيعها رضيع لم يبلغ عامه الأول. نحن نفهم ونتفهّم أن الكرة ” تعكس ” أحيانا. لكن نعرف أن ذلك يحدث مرّة أو مرتين أو حتى ثلاث مرات … أما أن ” تعكس ” 6 مرات فهذا كثير وغير مقبول. وعلى هذا الأساس يجب على الجزيري أن يشعر بأهمية تسجيل الأهداف وعجم إضاعة الفرص السهلة وأن يعمل ويجتهد أكثر فأكثر في المستقبل حتى يكون مفيدا للمنتخب.
– رابع ملاحظة هي البداية الطيبة لهيثم الجويني الذي عانى قبل لقاء الأمس موجة من التشكيك في إمكاناته بعد أن دعاه جلال القادري إلى تعزيز صفوف المنتخب. الجويني سجّل هدفا صعبا وممتازا وتحرّك بشكل جيّد جدا خلال الدقائق التي لعبها. وهذا وحده ( مع تشجيع زملائه طبعا ) كاف ليبعث روح الحماس لديه من أجل تقديم ما هو أفضل في المستقبل.
– رغم الانتصار تبقى مشكلة الدفاع قائمة إلى أجل غير مسمّى. فالمنتخب الليبي اختار في الشوط الأول أن يركن إلى الدفاع فلم نر منه سوى فرصة وحيدة أبدع دحمان في التصدي لها. ثم تغيّر المنتخب الليبي مع تغييرات المدرب وأصبح يهاجم وقد أحرج دفاعنا في بعض المرات . ولو أنه سجّل هدفا عندما كانت النتيجة 2 – 0 ربّما تسير الأمور بطريقة أخرى. وإذا خرجنا بلا أضرار في دفاعنا هذه المرة فإن المنتخبات الإفريقية الأخرى لن تكون معنا بذلك ” التسامح ” الذي أبداه المنتخب الليبي إزاءنا.
وعلى هذا الأساس يتحتّم على جلال القادري ومن معه العمل كثيرا على تحسين المردود الدفاعي لمنتخبنا تحسبا للمواعيد الصعبة القادمة.
– سادس ملاحظة تخصّ اللاعب العاشوري . فمن خلال الدقائق التي لعبها بدا لنا أنه مشروع لاعب كبير وأن المسألة مسألة وقت كي يتأقلم مع بقية عناصر المنتخب وأجوائه ليتمكّن من إعطاء كل ما عنده في المواعيد القادمة.
– سابع هذه الملاحظات تفيد بأن اللاعب وجدي كشريدة كان حقيقة مظلوما في مناسبات عديدة سابقة . وقد أثبت ليلة أمس أنه ” ملك ” الجهة اليمنى للدفاع بلا منازع. ونعتقد أن المدرب جلال القادري قد اقتنع بهذه الحقيقة الساطعة.
طارق المالكي