رغم مرور بضعة أيام على لقاء النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي بصفاقس فإن بعض اللقطات ما زالت تعشش في ذهني وتأبى أن تفارقه.
وفي كافة الأحوال وبالرغم من أنها تصنّف في خانة أخرى لا أريد الخوض فيها الآن فقد خيّرت أن أصنّفها في خانة الطرائف الرياضية لا غير … وبذلك أكون قد تحدّثت عنها على الأقل بما أن ذلك أفضل من كتمانها … وأظنّ أن أغلبكم قد فهم ما أقصد.
المقابلة كانت منقولة طبعا على قناة الكاس القطرية وكان التعليق أيضا من قبل أحد معلّقي هذه القناة القطريّة الذي يبدو أنه تكبّد عناء زيارة بلادنا لينقل للمشاهدين لقاء أقل من العادي ولا يرتقي مطلقا إل ما يتمتّع به الفريقان من سمعة.
المعلّق ” سمير المعيرفي ” استهلّ تعليقه بالقول : ” نحن الآن ننقل لكم مباشرة من ملعب أبو الطيب المهيري … لقاء كذا وكذا ….” . وبعد حوالي نصف ساعة أصلح ما قال وتدارك وأصبح يقول ملعب الطيب المهيري … لأن أحد المعلقين التونسيين أصلح له المعلومة وكان ذلك واضحا.
وعوض أن يكتفي بإصلاح الخطأ سمعته يقول : ” صحصح يا معلّق ( يخاطب نفسه طبعا ) … ماذا تقول ؟… هو ملعب الطيب المهيري وليس أبو الطيّب المهيري…”.
دعونا الآن من ” أبو الطيب المتنبّي ” و ” أبو الطيب المهيري ” لنرى بماذا أتحفنا المعلّق بعد ذلك. فقد أكّد بصفة قطعية لا مجال للشك فيها أن تقنية الفيديو ( فار) لم يتم استعمالها في تونس قبل لقاء النادي الصفاقسي والنادي الإفريقي قائلا بالحرف الواحد : ” تقنية الفديديو ( في – إي – آر ) تستخدم لأول مرة في تونس ” … دون أن يتدارك أمره والأدهى من ذلك دون أن يصلح له أحد من التونسيين العاملين معه ( وأولهم هيكل الشعري ) هذا الخطأ الشنيع لأن العالم كلّه يعرف أن هذه التقنية استخدمت في تونس في كثير من المناسبات إلا هذا المعلّق على ما يبدو.
أما الطرفة الثالثة التي سجّلتها لهذه المعلّق فهي قوله : ” لقد كنت حاضرا في تونس عندما تسلّم النادي الإفريقي نجمته رقم 13 “.
وإذا علمنا أن النجمة في الرياضة عموما وفي كرة القدم خصوصا تعني 10 بطولات فإن النادي الإفريقي ( حسب عبقرية هذا المعلّق طبعا ) تحصّل على 130 بطولة … وهذا يعني أن بطولتنا ربّما انطلقت مع حكم عليسة أو مع ثورة “أبو يزيد صاحب الحمار ” أو ربّما قبل ذلك بكثير.
طارق المالكي
