بعد خروجنا المخجل من نصف النهائي : ما أتعس من الهزيمة إلا ” الرعواني ” الذي يطبع أداء أبناء عادل السليمي

انتهى  أمس حلم الحصول على بطولة إفريقيا لأقل من 20 عاما بفضيحة كادت تكون أكبر وأثقل وأدهى وأمرّ لو عرف لاعبو المنتخب السينغالي كيف يستغلّون الهدايا الكثيرة التي منحها لهم لاعبو  ” منتخبنا ” في فترات كثيرة من اللقاء.

وفي حقيقة الأمر فقد تابعت هذا المنتخب منذ اللقاء الأول ضد ” غامبيا ” وأدركت أنه لن يذهب بعيدا في هذه المسابقة إلا بضربة حظّ وهذا ما حصل بالفعل إذ أن بلوغ الدور نصف النهائي كان بضربة حظّ من جهة بعد هزيمة أولى ضد غامبيا ثم تعادل مع البينين ثم انتصار على زمبيا لكن دون إقناع… ثم انتصار على الكونغو في ربع النهائي وهو الانتصار الوحيد الذي جمع بين الروح القتالية والأداء وحسن توظيف اللاعبين من جهة أخرى.

وفي الواقع دوّنت مثل غيري من المتابعين العديد من الملاحظات والنقاط السلبية لكنّي أرجأت الحديث عنها إلى ما بعد نصف النهائي حتى لا يقال إني ” أضع العصا في العجلة ” مثلما يقال عادة لكلّ من يهديهم عيوبهم . وليس المجال هنا يسمح بتعداد كافة النقاط السلبية لكني سأذكر أهمّها لعلّ الإطار الفني بقيادة عادل السليمي ( الذي احترم تاريخه كلاعب ) يستفيد من هذه الملاحظات ويعمل على تفادي السلبيات قبل نهائيات كأس العالم في أندونيسيا :

– يضمّ المنتخب العديد من الأسماء اللامعة في فرقها لكن للأسف فإن ما ينقص هو توظيف هؤباء اللاعبين على غرار ما حصل في ربع النهائي ضد الكونغو حيث أن كافة الذين تم  إقحامهم أثناء اللعب قدّموا الإضافة المطلوبة وساهموا في الانتصار.

– وفي المقابل يضم المنتخب كذلك بعض العناصر التي لا مكان لها مع المجموعة ولا أظن أن وجودها يخرج عن إطار المجاملات لا غير. وهنا أذكر   زين الدين ساسي وعزيز عبيد وياسين الدريدي … وأنا متأكّد من أن هذين الأخيرين لا يقنعان أحدا لا في الترجي والإفريقي ولا في المنتخب.

– خلال كافة المباريات في هذه البطولة شاهدنا أخطاء لا يمكن أن يرتكبها أي لاعب ” في الحومة ”  وخاصة الأخطاء الدفاعية القاتلة عندما حاول لاعبونا المراوغة والاحتفاظ بالكرة  قريبا من منطقة الجزاء وقد خسروا الكرة ودفعنا الثمن في بعض العمليات وسترها الله معنا في عمليات أخرى. ولئن كان هذا التصرّف الدفاعي غريبا ولا يوجد مثله في أية منظومة دفاعية في العالم فإن الأغرب منه أننا لم نر أي ردّ فعل من قبل عادل السليمي لا بصفة فورية ولا بعد المقابلات  والدليل أن نفس الأخطاء تكررت في كافة اللقاءات .

– في اللقاء الأخير ضد السينغال لم نفهم كيف كان يلعب منتخبنا : هل كان يدافع أم يهاجم أم يراوح بين الدفاع والهجوم أم ماذا ؟. فهو لم يدافع مثلا فيعوّل على الهجمات المعاكسة نظرا إلى القوة الهائلة لمنتخب السينغال وقد كنّا نبّهنا من وقوع عادل السليمي في فخ تصريحات مدرب السينغال … وهو لم يهاجم … وهو  أيضا لم يلعب بأية خطة واضحة لأن ما رأيناه لا يمكن أن يصنّف عل أنه خطة لعب مهما كان نوعها.

– خلال اللقاء الأخير أيضا رأينا أن كل لاعب كان ” يفلّح وحدو ” … كل لاعب تصله الكرة كان لا يفكّر إلا في المراوغة وكأننا في لقاء استعراضي للمهارات ولسنا في نصف نهائي تظاهرة قاريّة مهمّة. وبقدر ما أطنب اللاعبون وبالغوا في الاستهتار  و” الرعواني ” لم نر أي ردّ فعل لا من عادل السليمي ولا من غيره وهذا لا يدلّ إلا على أمر واحد وهو أن الأمور ليست على ما يرام .

– أخيرا هناك ملاحظة مهمّة جدّا ولها دلالات عديدة : خلال لقائنا ضد الكونغو رأينا كافة خلق الله الذين يجلسون على مقاعد البدلاء يناقشون قرارات الحكم ويحتجّون … بمن فيهم طبيب المنتخب الدكتور الشملي … وحتى معلّق المباراة انتبه إلى الأمر وتساءل بالحرف الواحد : ماذا يفعل الدكتور الشملي هناك وما دخله أصلا في قرارات الحكم ؟؟؟. وهذا التساؤل يزداد وجاهة عندما نقول إن الشخص الوحيد الذي ربّما نقبل أن يناقش قرارات الحكم هو المدرب عادل السليمي… لكننا رأينا العالم كلّه يناقش إلا السليمي… فماذا يعني هذا بالضبط؟. أنا ربّما أعرف الإجابة لكنّي سأحتفظ بها إلى حين.

 طارق المالكي

شارك المقالة

Read Previous

مهرجان الأغنية التونسية في دورة جديدة تعيد المجد والتألق للمهرجان

Read Next

طقس اليوم الأربعاء 8 مارس 2023

Most Popular