وقّع اليوم الثلاثاء المعهد الوطني للزراعات الكبرى وديوان الاراض الدولية اتفاقية شراكة وتعاون مع شركة  » تلنات  » المختصة في استخدام القمر الصناعي التونسي « تحدي واحد » في مجال الفلاحة الذكية وزراعة الحبوب وترشيد استهلاك مياه الري ومعالجة المنظومة الزراعية في مجال الزراعات الكبرى وخاصة في ما يتعلق بتحليل التربة والبذور وحاجتها من المياه والاسمدة والأدوية وفق قواعد علمية تضمن سلامة المنتجات وانتاجيتها العالية.
وتندرج هذه الاتفاقية التي سبقتها تجربة ميدانية أقيمت بإحدى منصات التجارب الحقلية بالمعهد الوطني للزراعات الكبرى بمعتمدية بوسالم وهي اول تجربة من نوعها في تونس وافريقيا في إطار توظيف ما توصل اليه خبراء تونسيون من نتائج عملية لتطوير انتاج الحبوب وفي مقدمتها القمح اعتمادا على أحدث التقنيات الضامنة للاستغلال الأمثل للأرض وتطويع حاجيات النبتة وفق الظروف المناخية المستجدة والسائدة.
وسيمكن استخدام القمر الصناعي وتقنيات الاستشعار عن بعد الفلاحين والشركات المنتجة من رصد حاجيات منتجاتهم الحقيقية للمياه والاسمدة والأدوية من خلال قراءة تحليلية دقيقة لمكونات الإنتاج وكافة مراحله والتدخل العاجل لمعالجة النقائص وتوفير الحاجيات اللازمة لضمان إنتاجية عالية وسلامة المنتوج.
وتتمثل هذه التجربة في ربط أراض زراعية بالانترانت التي تسمح للقمر الصناعي التونسي « تحدي واحد » من القيام عبر المجسّات التي تم تركيزها في الأراضي الفلاحية باستقبال بيانات حول الرطوبة ودرجة الحرارة والاشعاع الشمسي وامراض النباتات ومن خلالها ارسال تعليمات متناسقة للتحكم عن بعد في المعدات الفلاحية لمعالجة او ري الأراضي.
وقال محمد فريخة صاحب الشركة التي تبنّت هذا المشروع ان الخطوة نحو الفضاء منذ إطلاق اول قمر صناعي بتونس خلال شهر مارس من السنة المنقضية فتحت المجال للاستفادة من هذا القمر في عدد من القطاعات الواعدة وفي مقدمتها القطاع لافتا الى انه يتم العمل على توفير تطبيقات أخرى تتجه نحو الصناعة والتجارة والنقل والمراقبة وغيرها من القطاعات.
من جهته اعتبر طارق الجراحي المدير العام للمعهد الوطني للزراعات الكبرى ان مثل هذه التقنيات والى جانب ما ستحققه من تطويرؤ لمردودية الأراضي الزراعية ومن حسن استغلال مياه الري وفق ما تحتاجه النبتة فانها ستساعد على استغلال واسع للاراضي الزراعية واستصلاح المهملة منها فضلا عن مساعدة الفلاح على اخذ القرار المناسب وتطبيق الممارسات السليمة لضمان انتاج عال.
في المقابل تساءل عدد من الفلاحين الذين واكبوا عملية انطلاق استخدام القمر الصناعي التونسي « تحدي واحد » عن غياب مسؤولين كبار عن مثل هذا الحدث وعن ضمانات تنفيذ المشروع وتكاليفه وسبل تأطير الفلاحين ودور الدولة في تجسيد هذه الاليات على ارض الوقاع والقطع مع السائد لاسيما في ظل المستجدات الحديثة وفي مقدمتها التغيرات المناخية التي باتت مهددة للقطاع الفلاحي فيما دعا اخرون في تصريحات لمرلسل « وات » الى ضرورة توسيع عملية الاستخدام بما يساعد على تطوير الإنتاج وتامين حاجيات الشعب التونسي من الغذاء.