جاء في بلاغ لوزارة التربية التونسية أنه تم إقرار طلب عروض دولي لإنجاز الكتب المدرسية، و ذلك بسبب ارتفاع أسعار شركات الطباعة التونسية، رغم بقاء أسعار الورق المخصص لطباعة الكتب المدرسية على حاله دون أدنى تغيير.
و في جميع الأحوال يمكن أن يمثل فتح المجال للأجانب في عملية طباعة الكتب المدرسية الوطنية، فرصة للمنافسة و نيل أفضل صفقة محلية.. و بهذه الطريقة يبقى سعر الكتاب المدرسي على حاله دون الترفيع فيه، خاصة و أن المقدرة الشرائية للمواطن التونسي تعاني من ثقل و تدهور غير مسبوق…
نص البلاغ:
“تبعا لما يتم تداوله عن إعلان المركز الوطني البيداغوجي لطلب عروض دولي لإنجاز الكتب المدرسية ، يهم المركز تقديم التوضيحات التالية:
ـ أصدر المركز الوطني البيداغوجي بتاريخ 6 ديسمبر 2021 طلب عروض وطنيّا مخصصا لفائدة الشركات التونسية لانجاز صفقة طباعة الكتاب المدرسي للسنة الدراسيّة 2022 – 2023، غير أنه بعد تقييم العروض تبين أن القيمة الجملية للصفقة تبلغ 45 مليون دينار دون احتساب مبلغ الدعم المقدر من قبل مصالح وزارة التجارة بـ 18 مليون دينار ، وبذلك تكون التكلفة الجملية لطباعة الكتب المدرسية 63 مليون دينار، في حين كانت قيمة الصفقة خلال السنة الفارطة 24 مليون دينار دون احتساب الدعم الذي كان في حدود 4.3 مليون دينار، وبالتالي تكون القيمة الجملية لطباعة الكتب المدرسية 28.3 مليون دينار، وبذلك تمّ تسجيل ارتفاع مشط في الأسعار علما أنّ سعر الورق المخصص لطباعة الكتب المدرسية لم يشهد أي ارتفاع منذ 2019 إذ يبلغ 2200 دينار للطن الواحد، وتتحمل الدولة الفارق في السعر عن طريق صندوق التعويض، وهو ما يجعل هذا الإرتفاع غير مبرر خاصة و أنّ الورق يعتبر العنصر الأساسي في صناعة الكتاب.
ـ إن المركز الوطني البيداغوجي لا يمكنه تحمل العرض المقدم من قبل المطابع التونسية والذي يؤدي إلى ضرب توازناته الماليّة ويمس من ديمومة المؤسسة، وهو ما سيضطره آليّا إما الى التّرفيع في سعر بيع الكتاب المدرسي للعموم بنسبة تتجاوز 30% أو الاقتراض من المؤسسات الماليّة حتى يمكن تمويل هذه الصفقة.
ـ قام المركز الوطـــني البيداغوجـي بعرض الملف على أنظار مجلس وزراي مضيق بمشاركة كل الوزارات والهياكل المعنية تم خلاله الاتفاق على اللجوء إلى طلب عروض دولي.
-إن الهدف من اللجوء إلى طلب عروض دولي هو الحصول على أفضل العروض المالية علما أنّه يحقّ للمؤسسات التّونسية المشاركة فيه بصفة فردية أو في إطار مجمعات (groupement) وذلك حتّى تتم المحافظة على نفس سعر البيع للعموم للكتاب المدرسي للسنة الفارطة.
ـ تجدر الإشارة إلى أن العروض الماليّة للمؤسسات التّونسية تكون مفضلة على العروض الماليّة للمؤسسات الأجنبية حتّى ولو كانت أرفع سعرا بنسبة 10% طبقا للفصل 26 من الأمر المنظم للصفقات العمومية، علما وأن الغرفة الوطنية لصانعي الكتاب المدرسي كانت قد اقترحت بمراسلتها الموجهة إلى المركز الوطني البيداغوجي بتاريخ 26/11/2021 الإعلان عن طلب عروض دولي.
ويبقى الهدف الأساسي للمركز الوطني البيداغوجي هو توفير الكتاب المدرسي بأسعار معقولة تراعي القدرة الشرائية للمواطن والمصلحة الفضلى للتلميذ مع المحافظة على التّوازنات الماليّة للمؤسسة وديمومتها حتى تضطلع بدورها الاجتماعي على أحسن ما يرام”.
بلال بوعلي
