حربٌ ضَرُوس بين سعيّد و المجلس الأعلى للقضاء المُنحَلّ

* المجلس الأعلى للقضاء المؤقت

هو مجلس تم إقرار احداثه عن طريق مرسوم رئاسي ليكون خلفا للمجلس الأعلى للقضاء المنحل مؤخرا.

و من المنتظر أن يخلف المجلس المؤقت المجلس المنحل في جميع مهامه، كتسيير شؤون القضاء و النظر في المسار المهني للقضاة و الحركة القضائية… و أيضا تأديب القضاة مع إقرار عدة مهام جديدة…

* منع القضاة من الإضراب 

و فيما يتعلق بمنع السادة القضاة من الإضراب، فهذا الأمر منصوص عليه سابقا و ليس بالأمر الجديد، و نجد هذا المنع في الفصل 36 ضمن قانون 2016:” يمنع منعا باتا على أعضاء السلك القضائي الإضراب، و كل عمل جماعي مدبر من شأنه إدخال الإضراب على سير العمل بالمحاكم أو عرقلته أو تعطيله”.

* الجهات الرافضة لمرسوم رئيس الجمهورية 

و اللافت للنظر أنه تم رفض هذا المرسوم تماما من قبل الهياكل النقابية للمجلس الأعلى للقضاء، الذين رفضوا المرسوم الرئاسي رفضا مطلقا، بتعلة أن فيه مساسا جوهريا بالحقوق الأساسية للقضاة.

و اعتبر اتحاد القضاة الإداريين أيضا أن هذا المرسوم في حكم المعدوم، و عمد إلى مطالبة القضاة المتقاعدين و المعنيين بالصفة بعدم المشاركة في تركيبة المجلس الأعلى المؤقت للقضاء، و بالتالي إما أن يقبل القضاة الإنخراط في تركيبة المجلس الجديد، و إما أن يرفضوا ذلك تماما!

* التركيبة الجديدة للمجلس الأعلى للقضاء المؤقت 

يُعنَى بهذه التركيبة كل من:

– الرئيس الأول لمحكمة التعقيب.

– الرئيس الأول للمحكمة الإدارية.

– الرئيس الأول لمحكمة المحاسبات.

و إجمالا لدينا عدد 9 قضاة معنيين بالصفة، و معنى ذلك أن صفة القاضي موجودة قانونيا، و بالتالي هؤلاء القضاة غير مخيرين بين القبول و الرفض!

و في حالة امتناع القضاة المعنيين بالصفة عن الإلتحاق بتركيبة المجلس الأعلى للقضاء المؤقت، فإنهم سيعتبرون مخالفين للقانون، بمعنى عدم الإستجابة للمرسوم الرئاسي المتعلق بإحداث المجلس المؤقت!

و يتألف المجلس الأعلى للقضاء المؤقت من عدد 21 قاضيا مباشرين معينين بالصفة، و قضاة متقاعدين يتم تعيينهم عن طريق أمر رئاسي في الغرض.

و في حالة رفض أحد القضاة للمشاركة في تركيبة المجلس المؤقت، فإن هذا الرفض سينجر عنه تنحيه آليا من الصفة.

و تفرض الصفة على القاضي أن يكون موجودا في تركيبة المجلس الجديد.

و في حالة رفض القاضي للصفة الجديدة، فإن صفته الحالية تُنتَزَعُ منه، و ربما يغادر القضاء نهائيا، في حالة استخدام رئيس الجمهورية لآلية الإعفاء.

بلال بوعلي 

شارك المقالة

Read Previous

أوكرانيا على وشك الحرب:طالبة تتحدث عن وضعية الجالية التونسية هناك

Read Next

عدد من أعوان الآلية 20 يحتجون أمام وزارة الشؤون الاجتماعية

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular