ينطلق « بيت الهايكو التونسي » رسميا في أنشطته مع مفتتح شهر سبتمبر القادم، بعد أن عرف بعض الصعوبات خاصّة على مستوى التمويل وإيجاد مقرّ إداري لهذه المؤسسة.
و »بيت الهايكو التونسي » هو مشروع ثقافي جديد يُضاف إلى الساحة الفنية التونسية، تم الشروع في إحداثه خلال شهر نوفمبر من السنة الماضية بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة على يد كل من سنية بن عمار (شاعرة) ومحمد علي عبدلي (مسرحي). وانضمّ إليهم عدد من الفنانين على غرار المسرحي نزار الكشو والشاعرات سعاد حجري وألفة إسماعيل وألفة كشك بوحديدة وفائزة وشتاتي وآمال العذيبي.
وبعد سنة مرت على إحداث « بيت الهايكو التونسي » اجتمع يوم أمس الاحد 11 جويلية حول هذا المشروع عديد المثقفين والشعراء والنقاد والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي عموما والمؤمنين بهذا المشروع الشعري الذي ينهل من شعر الهايكو.
وقد تم في شهر ديسمبر الماضي افتتاح « بيت الهايكو التونسي » في ثوبه الجديد، بالشراكة مع دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة وشركة « Africa Accelerator » والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتونس. وتابع خلالها الجمهور عرضا فنيا بعنوان « Haï scéne » عن نص « للهايسكيت » سنية بن عمار وموسيقى عادل بوعلاق وأداء « abin alexander » وإخراج نزار الكشو، بالإضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية وآخر في فن الرسم.
يقول محمد علي عبدلي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، إن تسمية « بيت الهايكو التونسي » مستمدة من الثقافة اليابانية، مبينا أن أدب « الهايكو » هو صنف من أصناف الشعر الياباني، وازدهر هذا الأدب في القرن 17 بفضل الشاعر المعلّم « ماتسو باتشو » ومن أهم رواده « يوسا بوسون » وكوباياشي ايسا ».
ويتميز « الهايكو »، وفق محمد علي عبدلي، كونه عبارة عن بيت شعر واحد، مكون من 17 مقطعا صوتياً باليابانية، ويكتب عادة في ثلاثة أسطر وأحياناً يتجاوز ذلك إلى خمسة أسطر. ويحاول « الهايكست » (تسمية تطلق على شاعر الهايكو)، من خلال مفردات قليلة، التعبير عن مشاعر جياشة وأحاسيس عميقة تحقق عنصر المفاجأة للمتلقي.
وبخصوص مشروع « بيت الهايكو التونسي »، ذكر العبدلي أن شعر « الهايكو » يُعدّ التقاطة للحظة آنية تستوجب تيقظ الحواس الخمس وتفاعلها مع عناصر الطبيعة الخمس (الماء، الهواء، التراب، النار، الأثير).
وأضاف أن « بيت الهايكو التونسي » لم يكتف بهذا القالب الشعري الجديد والمختلف عن المعهود منذ القدم ، بل مزج بين شعر الهايكو بفنون أخرى كالكوريغراف وخيال الظل والموسيقى والرسم والمسرح وغيرها من الفنون التي تتقاطع معه في الإيجاز والبساطة والتكثيف، في تناسق بديع بين الكلمة والصورة والنوتة الموسيقية، « يتلذذ معها السامع بما يسمع وبما يرى حد الآنتشاء، وينتقل عبرها إلى عوالم السحر والجمال »، وفق توصيفه.
وبخصوص الأنشطة التي سيعمل « بيت الهايكو التونسي » على إرسائها، قال العبدلي إن الانطلاقة ستكون بتنظيم ورشات تدريبية للعموم لمدة 6 أشهر في تقنيات كتابة الهايكو تتضمن فن الإلقاء والأصوات الحرة واليوغا. وستتوج هذه الورشات بعرض فني في الهايكو مع منح شهادات تخصّص في هذا الاختصاص الفني.