كان رضا بالحاج العضد الأيمن للراحل الباجي قايس السبسي، كما أنه محامي نبيل القروي و أحد أكثر الرجال قربا منه و دفاعا عنه، و هو أيضا عضو بحزب “الأمل” التابع لسلمى اللومي.. و تأكيدا على القرب الكبير و علاقة الود التي تربط كل من القروي و بالحاج، نجد أن رضا بالحاج دائما ما يستميت في الدفاع عن القروي، و يسانده حتى قبل ترشحه للإنتخابات الرئاسية، مؤكدا حسب أقواله و تصريحاته بأن القروي كان دائما مستهدفا من قبل يوسف الشاهد.. كما ينفي بالحاج إمكانية أن يكون القروي متورطا في تبييض الأموال.. هذا و لا يخفي اعجابه الكبير بالمشيشي و معاداته لرئيس الجمهورية، من خلال تصريحه بتخوفه من سيطرة سعيد على مفاصل الدولة. كما يرى بأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال زحزحة حزب النهضة عن الحكم.
و قد وصل به الأمر بأن صرح أن هناك مجموعة من المقربين للرئيس قد تدخلوا في القضاء بهدف إبقاء نبيل القروي في السجن.
من جهة أخرى تسري العديد من الأخبار التي تفيد بأن هناك تذمرا كبيرا من أداء رئيس ديوان الحكومة “المعز لدين الله المقدم” و قد وصل الأمر إلى اتهام رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني له بتجاوز حدوده وصلاحياته، مؤكدا بأن الإداري يجب أن يحترم صلوحياته وحدوده، و لا يتدخل في القرارات السياسية و التعيينات.
مضيفا أن مدير ديوان رئيس الحكومة ليس منصبا سياسيا، فالإداري حسب رأيه غير قادر على اتخاذ القرارات السياسية.
كما اعتبر الهاروني بأن أداء المقدم قد انعكس سلبا على ملف العدالة الانتقالية… هذا و يصر المقدم على العمل باستقلالية دون الرضوخ لإملاءات الحزام السياسي. كما أن لديه تصرفات لا إرادية ناجمة عن احتكاكه المطول و عمله بالقطاع الخاص، أين شغل خطة مدير عام لمجمع بولينا.
و كون المقدم لا يلتزم بالعمل الإداري و يتدخل في السياسة، فقد أقلق هذا الأمر بشدة حركة النهضة، و بالتالي تسعى النهضة للتخلص منه في القريب العاجل.
أما نبيل القروي و أخذا في الإعتبار لما يربطه برضا بالحاج من صداقة متينة و قوية، كونهما ناضلا معا ضمن حزب نداء تونس.. فقد اقترح أن يحل رضا بالحاج محل المقدم.. و إذا ما تمت هذه العملية فإن حركة النهضة ستكون قد خدمت قلب تونس حد ارضائه، كما ستستقطب الحركة جزء كبيرا من أعضاء حزب الأمل و نداء تونس.. و بالتالي ستتخلص من المقدم و ستضع مكانه رضا بالحاج، المنضوي تحت حزب الأمل، الذي سيصبح ضرورة مساندا للحكومة، زد على ذلك استقطاب النهضة لأعضاء نداء تونس.. و بهذه الطريقة تصيب النهضة ثلاثة أهداف بحجر واحد.
و لكن في المقابل يملك “المعز لدين الله المقدم” علاقات قوية مع العديد من السياسيين، و بالتالي يملك هذا الرجل سندا قويا جدا.. كما أنه يملك علاقة مصاهرة مع حسونة الناصفي رئيس كتلة الإصلاح الوطني بمجلس النواب.
و لكن يبدو أن المتربصين بالمقدم قد ركزوا على نقطة معينة للإطاحة به، و هي أن هذا الأخير سمح لنفسه باستغلال و استعمال سيارة بقيمة 650 ألف دينار، و هي من ضمن طاقم السيارات الذي تركته الجامعة العربية لتونس، و كان المقدم قد اختار لنفسه أفخم و أغلى سيارة، و يعتبر مثل هذا التصرف تجاوزا كبيرا على المستوى البروتوكولي، إذ كان حريا بهذه السيارة أن تذهب لرئيس الدولة، و من بعده رئيس الحكومة، ثم بقية الوزراء…
و هنا نتساءل كيف تمكن المقدم من الحصول على هذه السيارة، متجاوزا كل القوانين و البروتوكولات المعمول بها!
يعتبر هذا التجاوز بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، و من المرجح أن يساعد هذا التجاوز الخطير في تنحية المقدم، و بالتالي تحقيق النهضة لكل مساعيها.
و لكن يبقى هذا الأمر نسبي الحدوث، و إن حدث و تحقق هذا المسعى، فسنجد أنفسنا أمام كتلة سياسية لا تقهر.
بقلم عبد اللطيف بن هدية