جاء في بلاغ صادر عن بنك الأمان، أنه قد تم تعيين أعضاء جدد بمجلس إدارة المصرف، ليتولى بذلك السيد “ناجي الغندري” مسؤولية رئيس مجلس تسيير مشترك، و هو منصب شغله السيد أحمد كرم لمدة طويلة، ليغادر بذلك مؤسسة بنك الأمان و هو مرفوع الرأس، تاركا وراءه إرثا ثمينا، سيكون حملا ثقيلا على كاهل من سيخلفه في هذه المهمة.
هو خريج دورة 1972 من الجامعة التونسية، و هي دورة جد استثنائية تمخضت عن تخرج كبار رجال الإقتصاد في تونس.
شغل مركز مدير عام البنك المركزي التونسي، و من صفاته الحميدة و المميزة أنه كان ولوعا بالمطالعة، حتى أنه كان لا يفارق المكتبة أبدا، إلى أن أضحت من مشمولات حياته اليومية، و هو ما جعل منه مرجعا موثوقا و أمينا للعديد من النصوص القانونية و التنظيمية.
و كان السيد “أحمد كرم” أول مدير عام يغادر البنك المركزي لإدارة بنك خاص، و بعد مغادرته تمكن بحكمته و ذكائه من خلق منافسة كبيرة، حتى أن باقي بنوك تونس الخاصة منها و العامة، لم يجدو بدا من اتباعه و السير على خطاه، كما أنه فتح الباب أمام اطارات البنك المركزي من أجل المغادرة و الذهاب إلى العمل بالبنوك الخاصة، و أولئك لم يفعلو شيئا سوى أنهم اتبعوا خطاه و ساروا على نهجه. و قد ساهم هذا الأمر في تطوير و تحسين الخدمات البنكية في تونس إلى أبعد الحدود.
أما عن المصرف المالي و التجاري لتونس CFCT الذي كان مقره الإجتماعي منتصبا بتونس (شارع فرنسا) فما لبث أن غادره السيد أحمد حتى تحول إلى نزل “TUNISIE PALACE”.
تمكن أيضا من إدخال ثورة حقيقة على إدارة البنك في مقره الإجتماعي الجديد، فتحول بذلك من مصرف كلاسيكي إلى مصرف عصري، شبيه بأشهر بنوك العالم.
لا تقف نجاحات السيد أحمد كرم عند هذا الحد، بل تتخطاه و تتجاوزه إلى تلك اللحظة التي كان يستحق فيها أن يكون رئيسا للحكومة التونسية، ذلك أنه أحد كبار خبراء المال و الإقتصاد في تونس، من ما يجعل منه أحد أفضل العارفين بالوضع الإقتصادي و المالي في بلده، هذا عدا ما له من خبرة واسعة في التعامل مع البنوك و القطاع المالي ككل.
سمة الخبرة و الإطلاع الواسع على الأنظمة المصرفية التونسية و الإفريقية و العربية… تجعل من أحمد كرم رجلا ذو تصور و رؤية دقيقة هذا إن لم نقل مثالية لحقيقة الأزمة التونسية، و الوعي بالأزمات هو شطر الطريق المقطوع نحو حلها و التخلص منها.. و ما جعل من السيد أحمد كرم أحد أبرز المرشحين لنيل رئاسة الحكومة، أنه كان بعيدا كل البعد عن التجاذبات السياسية فلا هو متحزب و لا هو قريب من أي تكتل سياسي، هذا عدا نأيه التام عن شبهات العلاقات الخارجية، و هي تهمة يسهل رمي الناس بها من أجل تقزيمهم و التشكيك في نزاهتهم و وطنيتهم..
هو باختصار رجل عمل من أجل المصلحة العامة، و طوال مسيرته كان مجتهدا في العلم و المعرفة، فلم يكن يفوته شيء من حال البلاد و ما يحدث فيها من مستجدات، و تدخلاته في البرامج التلفزية و الإذاعية تشهد على مدى رجاحة عقله و علمه الواسع بما يحدث في تونس.
بلال بوعلي