بات التقليص من إهدار الغذاء في تونس وتفادي انعكاساته الاقتصادية والبيئية ممكنا عبر تطبيقة “فوديلز”، التي تقترح على مستعمليها عروضا باسعار تفاضلية للاستفادة من بقايا الاغذية غير المسوقة.
ويفسر الشابان التونسيان، ريم الفاهم واسكندر العمري، مبتكري هذه التطبيقة الجوالة للحدّ من تبذير الغذاء، انها تقترح عروضا باسعار تفاضلية لمستعمليها للاستفادة من الاغذية التي لم يتم بيعها في المطاعم والمقاهي والمغازات، بما يساهم في الحدّ اهدارها.
وبينت ريم الفاهم، لـ”وات”، أنّ فكرة ابتكار هذه التطبيقة، جاءت في وقت كان فيه صاحباها يواصلان مسارهما الجامعي، احدهما في الولايات المتحدة الامريكية والاخر في كندا. وكان يلاحظان، كلما عادا الى ارض الوطن، انه رغم ارتفاع اسعار المنتوجات في المساحات التجارية الكبرى وفي المطاعم، تهدر يوميا كميات هامة من الاغذية، باعتبار تنامي ظاهرة المجتمع الاستهلاكي.
وتابعت موضحة “حال عودتنا الى تونس، بدأنا في العمل على المشروع وتطوير حل “فوديلز”، لنحدث في ديسمبر 2019، المؤسسة، ونحصل في جانفي 2020، على علامة المؤسسة الناشئة”.
وكان من المفترض ان يتم اطلاق التطبيقة في مارس 2020، لكن جائحة كوفيد – 19، اجلت ذلك الى جوان 2020، حسب ما ذكرته الفاهم، البالغة من العمر 29 سنة والحاصلة على ماجستير في هندسة البرمجيات من المدرسة العليا للتكنولوجيا بمونريال، كندا، وعلى شهادة في هندسة الشبكات والاتصالات السلكية واللاسليكة من المدرسة العليا للاتصالات بتونس
ويحمل اسكندر العمري، البالغ من العمر29 سنة، شهادة مهندس صناعي وهو حاصل على الاستاذية في الهندسة الميكانيكية من جامعة تكساس الزراعية والميكانيكية، بالولايات المتحدة الامريكية، وله خبرة دولية في التصرف في المشاريع وفي تحليل المعطيات.
واكدت الفاهم، ان التطبيقة لا تحلّ تماما مشكل اهدار الاغذية، لكنها ترمي الى التقريب بين المنتجين والمستهلكين في اطار تمش استهلاكي مسؤول.
واوضحت في ما يهم طريقة عمل التطبيقية انه يمكن تحميل “فوديلز” من “غوغل بلاي ستور” كما باتت متاحة منذ جانفي 2020 على “آبل ستور”.
ولفتت الى ان استعمال هذه التطبيقة، سهل للغاية، اذ يمكن الاستفادة كل يوم، من ثلاث مقترحات عروض من فائض المواد باسعار مقبولة وذات الجودة العالية، من خلال 3 نقرات يختار المستعمل العرض ثم يتحول الى العلامة الشريكة ويحصل على القسيمة ليستظهر بها للعلامة المعنية ويحصل على مطلبه. وسيكون بامكان المستعمل في الصيغة المقبلة، حجز العرض والدفع على الخط.
ويبلغ اهدار الغذاء لدى العائلات التونسية، حوالي 572 مليون دينار سنويا، اي 5 بالمائة المصاريف المخصصة للغذاء، وفق معطيات نشرها المعهد الوطني للاستهلاك.
ولاحظت ريم الفاهم، بشان التمويل، ان مؤسسي المشروع مازالا حتى الآن يعتمدان على التمويل الذاتي متابعة “نحن في بحث مستمر عن تمويل لتعزيز حضورنا وتوسيع هذه التطبيقة على جهات أخرى” .
واضافت ان شركاءهم في المشروع، مازالوا، مقتصرين على تشكيلة من المطاعم ومحلات العطرية والمقاهي في تونس الكبرى، قائلة : “ستمتد شبكة شركائنا قريبا الى محلات بيع المرطبات، ويبقى هدفنا مساعدتهم على تحقيق عائدات اضافية لمنتجاتهم الغذائية غير المسوّقة”.
واشارت الى ان هذه التطبيقة لاقت ترحابا وكان لها صدى ايجابي لدى مستعمليها، وقد تحصلت “فوديلز” مؤخرا، على جائزة الابتكار في التظاهرة الرقمية “منتدى الابتكار النسائي” بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة الذي نظمه المعهد الفرنسي بتونس والاتحاد البنكي للتجارة والصناعة ومجموعة بنك باريس ومنصة المبادرة المهنية النسائية “ذي ناكست ويمن تونيزي“.
(وات)
