عبد اللطيف بن هدية: ماذا قدمنا للشباب حتى ننتقدهم ؟؟؟

يتسائل الكثيرون عن ما يحدث في تونس اليوم و لماذا؟ وأنا أقول لكل من لم يفهم، بأنني سأحدثكم عن ثلاثة فئات، و العملية بسيطة جدا، ذلك أننا اليوم نرى شبابنا البالغين من العمر 16 و 17 و 18 سنة فاقدين لكل ما يمكن أن يتمتع به اقرانهم. هم بدون مال، ولا يملكون حتى ثمن المشروبات التي تقدمها المقاهي! و منهم من يدخنون و هؤلاء أكثر تعاسة و إحباطا من البقية… كما أن دُور الثقافة و الشباب موصدة الأبواب، و حتى ملاعب كرة القدم الترابية التي اعتاد الصغار اللعب بها، تم الاستيلاء عليها و استغلالها لأشياء أخرى، ليُحرم هؤلاء حتى من حق اللعب. أما عن الإمتيازات التي كان يتمتع بها جيلنا أيام السبعينات، مثل بطاقات الشباب، و التمتع بالنقل العمومي بدون مقابل، و مجانية الدخول و الإنخراط في النوادي الثقافية، و انتشار المكتبات التي توفر كل الكتب و المراجع المتماشية مع العصر المعيش فقد تلاشت… أين ذهبت كل هذه الإمتيازات اليوم!!!

بمختصر العبارة شباب اليوم فاقد لكل شيء. و للأسف حتى دور الثقافة كابن رشيق، التي كانت في السابق تعرض أفضل الأفلام الثقافية للشباب اندثرت اليوم، و لكم أن تزوروها للتأكد من وضعها الحالي.

أما عن العائلات التونسية فإنني لا أملك لكم سوى مؤشر واحد، هذه حبة طماطم يفوق وزنها ال100 غرام بقليل، و قد بلغ سعر الكيلوغرام الواحد منها الثلاثة دنانير، و هو أدنى سعر موجود في السوق. أي أن حبة الطماطم الواحدة تساوي 335 مليما. كما اخترنا لكم حبة بصل يتيمة يبلغ ثمنها 500 مليم. هذا هو المؤشر الوحيد الذي أقدمه لأرباب العائلات، متسائلا في هذا السياق عن المسؤولية الكبيرة التي يتحملها رب البيت، حتى يتمكن من إعالة أسرته و إحاطتها و الإنفاق عليها، خاصة إن كان مجرد مواطن بسيط لا يتقاضى سوى أجر زهيد، فكيف له في هذه الحالة أن يكفل لعياله التغطية الصحية و التعليم الجيد و المأكل و الشراب و الهندام المحترم و اللائق وسط هذا الغلاء الذي لا ينفك يرتفع كل يوم!!!

أما عن نخبتنا المثقفة فقد فقدت كل أحلامها، المتمثلة في وجود دولة ديمقراطية تشاركية و متعاونة، فأين ذهبت عهود الذين وعدوا بالنهوض بهذا الوطن، و تحقيق التنمية الشاملة و الحريات؟

أين المحكمة الدستورية التي سنلجأ لها؟ و أين الأمن القانوني و الجبائي؟ و أين الأمن ككل؟إذا لم تتمكنوا من فهم و استيعاب كل هذا فلكم و لتونس الله دون غيره.

شارك المقالة

Read Previous

رئيس الحكومة يشرف على موكب استلام وزارة التجهيز والإسكان والبنية التحتيّة شهادة نظام جودة ايزو9001 ويعاين تقدّم أشغال مشروع محوّل مطار تونس قرطاج

Read Next

:«إيمان العياري» manager talan tunisie العملة الإفتراضية وسيلة تحويل مالي عابرة للدول

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular