سمير بشوال مستشار إقتصادي: رقمنة العملة و تخلف الإقتصاد التونسي

نحن في حاجة ماسة إلى خطاب جديد، و التجديد في هذا السياق لا يختلف كثيرا عن الإختراع، و الجميع يعلم بأن دولة الاستقلال قد تم بناؤها من قبل أشخاص جددوا في خطاباتهم السياسية مع دولة الحماية. و قد ساهم الخطاب التجديدي في بناء دولتنا بعد الإستقلال.

نحن في حاجة إلى خطاب سياسي جديد، يقطع مع اللغة الخشبية التي يستعملها العديد من السياسيين، الذين يكتفون بقراءة الخطابات الورقية الباهتة. كما اننا في حاجة إلى التجديد في الإقتصاد، علما و أننا نملك إدارة عامة للتجديد في مجال الصناعة و هي تعمل بكل كد و جد، و لكنها لا تزال في حاجة ماسة إلى من يدعمها أكثر.

و من أجل تحسين المردودية الإقتصادية، في بلد صغير ترابيا كتونس، يجب أن نلجأ إلى التجديد على مستوى التصدير. و لدينا على سبيل المثال قطاع النسيج، و هو مجال يحتاج إلى الخروج من مجال العمل الضيق، و المقتصر على الطلبات و العروض الصغيرة، إلى ما يسمى بالمنسوجات الذكية التي يجب العمل عليها و توجيهها إلى السوق الأوروبية.

نحن أيضا مطالبون بالتجديد في المنتجات الفلاحية و تثمينها، فإلى متى سنكتفي بتصدير ما هو خام من المنتجات ذات القيمة المضافة المتدنية جدا؟.

نحن في حاجة إلى وضع إستراتيجية وطنية للتجديد، ذلك أن إستراتيجية سنة 2016 لم تنفذ، علما و انها تحتوي على ثلاثة عناصر و هي: البنية التحتية لقطاع التجديد، و القوانين… و لكن للأسف نحن لا نملك إستراتيجية تامة المعالم و الأركان إلى يومنا هذا.

بدون تجديد لن نتقدم خطوة واحدة، و سيظل الخلاف قائما بين السياسي و الإقتصادي من جهة، و الواقع من جهة أخرى. و هذه القطيعة تسبب بها الخطاب الكلاسيكي التقليدي الخشبي الذي أصبح غير ملائم للواقع.. لذلك يجب اللجوء إلى التجديد.

شارك المقالة

Read Previous

هشام بن فضل: مستشار في التكنولوجيا المالية: العملة الإفتراضية ستغير الإقتصاد ليصير ثنائيا

Read Next

«محمد صالح فراد» رئيس الجمعية التونسية للمستثمرين في رأس المال: يوضح بعض أرقام منظومة الدعم لصندوق التعويض الشهري في قطاع الحبوب

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Most Popular